العراق: المالكي يقود حملة إعلامية ضد السفارة السعودية

15 يونيو 2016
المالكي يقود فريقاً من ناشطين وإعلاميين ضد السفير (Getty)
+ الخط -
لليوم الثالث على التوالي، تستمر وسائل إعلام وأحزاب وشخصيات سياسية عراقية مقربة من إيران، حملتها الإعلامية على السفارة السعودية في بغداد، وسط معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" تؤكد أن خلية إعلام الأزمة التي يرأسها رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، هي من تقود الحملة.

وبعدما قام السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، بتوسيع نشاطاته الدبلوماسية في البلاد، والتي تمثلت في عقده لقاءات مع شيوخ العشائر العربية في الجنوب، وإيصال مساعدات للنازحين من أهالي الفلوجة، المتواجدين في مخيمات قرب بغداد، وتنديده بجرائم مليشيات "الحشد الشعبي"، أثيرت حفيظة الأحزاب والكتل السياسية ضمن كتلة "التحالف الوطني"، والمعروفة باسم الجناح الموالي لطهران والذي يقوده المالكي وقادة مليشيات الحشد.

وشنت الأخيرة، اليوم الأربعاء، هجوماً جديداً على السفارة السعودية، من خلال بيان طالبت فيه من حكومة العبادي بـ"طرد السفير". وقال القيادي في المليشيا، أكرم الكعبي، في بيان، إن "السفير السعودي شخص غير مرغوب فيه، ونستغرب من الحكومة العراقية عدم طرده".

فيما دعت عضوة حزب الدعوة، والنائبة في البرلمان، حنان الفتلاوي، السلطات السعودية إلى إدخال سفيرها فيما وصفته "دورة مكثفة في العمل الدبلوماسي"، في الوقت الذي خصصت وسائل إعلام محلية برامج خاصة للهجوم على السفارة، حوت بعضها شتائم.

السفارة ترد

وحول الحملة التي اتسعت لتشمل مواقع التواصل الاجتماعي، عبر حسابات تابعة للمليشيات والأحزاب الموالية لطهران، قال السفير السعودي، ثامر السبهان، إن "حملة إعلامية تستهدف السفارة، ونثق بإدراك الإخوة في العراق ذلك"، وأضاف أن "المملكة لن تتخلى أبدا عَنْهُم، وهذا مؤشر واضح على أننا نسير في الطريق الصحيح".

من جهته، قال عضو اتحاد القوى العراقية، أحمد العبيدي، إن "الحملة سياسية بحتة تقودها طهران بكل تأكيد"، موضحاً أن "هذا دليل نجاح السفير، وجهود السفارة إنسانية ولم تتعد ذلك، عكس السفارة الإيرانية التي باتت قاعدة عسكرية لقتل العراقيين".

بدوره، قال عضو الحزب الشيوعي العراقي، ماجد البدري، لـ"العربي الجديد"، إن "إيران ومن معها يشعرون بانزعاج كبير لوجود السفارة السعودية، بعد 13 سنة من عبث إيران منفردة بالعراق بلا رقيب ولا محاسب، ولا حتى مستنكر".

وشملت الحملة صورا وبوسترات وهاشتاغات على فيسبوك وتويتر، فضلا عن بيانات لفصائل المليشيات المختلفة وعدد كبير من الأحزاب الشيعية في وقت واحد.
 
المالكي

ووفقا لمعلومات موثقة حصل عليها "العربي الجديد"، من داخل هيئة الإعلام والاتصالات الحكومية، فإن الحملة تقف وراءها ما تعرف بخلية الأزمة الإعلامية التي أسسها المالكي عام 2011، ويديرها شخصيا بمساعدة 12 إعلاميا وناشطا في العراق، وكانت أول الأمر لغرض تحشيد الدعم لحملته الانتخابية، إلا أن تلك الخلية استمرت لتبدأ حملة تشويه في أحداث البحرين، ثم دعم موقف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومهاجمة عدد من الشخصيات العربية والإقليمية، وتمجيد الدور الإيراني، ثم تبني الموقف الحوثي في الملف اليمني.

وتعمل لصالح تلك الخلية مئات الحسابات على مواقع التواصل، فضلا عن محطات فضائية عراقية وعربية، من أبرزها قناة العراقية الحكومية، والعهد وآفاق والمنار وفدك والأنوار والعالم الإيرانية.

وتشير المعلومات التي أدلى بها مسؤول في هيئة الإعلام والاتصالات، وأكدتها مصادر سياسية عراقية في البرلمان، إلى أن خلية الأزمة تشرف على الحملة الإعلامية الجديدة ضد السفارة السعودية، وسفارة دولة خليجية أخرى كان لها موقف رسمي مضاد من مليشيات الحشد.
المساهمون