وتأتي هذه التطورات بعد تقارير عن اعتزام الإدارة الأميركية عرقلة توجه ناقلات إيرانية تحمل الوقود إلى فنزويلا، ما ينذر بحرب ناقلات جديدة بين إيران والولايات المتحدة.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان، نشرته قناتها على منصة "تليغرام"، أن ظريف حذّر في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة من "التحركات الأميركية بإرسال قوات بحرية إلى منطقة الكاريبي بهدف عرقلة واعتراض نقل الوقود الإيراني إلى فنزويلا".
واعتبر ظريف، في الرسالة، أن التهديدات الأميركية "غير قانونية وخطيرة ومستفزة"، واصفاً إياها بأنها "قرصنة وتشكل خطراً كبيراً على السلام والأمن الدوليين"، داعياً واشنطن إلى "التخلي عن الغطرسة في الساحة الدولية واحترام القوانين الدولية وتحديداً ما يرتبط بحرية الملاحة".
وأضاف الوزير الإيراني أن الإدارة الأميركية "تتحمل مسؤولية تداعيات أي خطوة غير قانونية"، مؤكداً على "حق إيران في اتخاذ تدابير مناسبة وضرورية في مواجهة هذه التهديدات"، من دون الكشف عن طبيعة هذه التدابير.
من جهته، أكّد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، خلال استدعاء الخارجية الإيرانية سفير سويسرا احتجاجاً على التهديدات الأميركية باعتراض حركة الناقلات الإيرانية، أن "أي تهديد ضد الناقلات الإيرانية سيُواجه برد عاجل وحاسم من إيران"، محمّلاً الإدارة الأميركية مسؤولية تداعيات ذلك.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان آخر، أن عراقجي أبلغ السفير السويسري أن علاقات بلاده التجارية مع فنزويلا "مشروعة وقانونية"، معتبراً أن التصرفات الأميركية "المتغطرسة تشكل تهديداً لحرية الملاحة والتجارة الدولية وحرية نقل الطاقة وتمثل قرصنة سافرة وانتهاكا للقانون الدولي".
وبدوره، وعد سفير سويسرا بنقل الموقف الإيراني إلى السلطات الأميركية، بحسب بيان الخارجية الإيرانية.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن خمس ناقلات إيرانية تحمل البنزين والديزل في طريقها نحو فنزويلا في الوقت الراهن. واليوم الأحد، ذكرت بيانات متابعة ناقلات النفط، بحسب وكالة بلومبيرغ، أن حاملة النفط الإيرانية "فاكسون" الرابعة، قد عبرت مضيق جبل طارق قادمة من إيران باتجاه أميركا اللاتينية، وذلك بعد حاملات النفط "فورجون" و"بتونيا" و"فارست".
كما أن وكالة "فارس" الإيرانية، قد أفادت، اليوم الأحد، بأن الناقلة الخامسة "كلاول" قد عبرت خلال الأيام الماضية قناة السويس في طريقها إلى جبل طارق، وصولاً إلى أميركا اللاتينية.
وتأتي التحذيرات والتهديدات الإيرانية، بعدما نقلت وكالة "رويترز"، الخميس الماضي عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، قوله إن الولايات المتحدة تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد قيام إيران بإرسال شحنة وقود إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة.
وفي السياق، أفادت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، السبت، نقلاً عن "مصادر مطلعة"، بأن البحرية الأميركية قد أرسلت قطعا حربية إلى منطقة الكاريبي لمنع توجه ناقلة إيرانية تحمل شحنات البنزين إلى فنزويلا.
وذكرت الوكالة أن أربع طرادات حربية ترافقها طائرة "بوينغ بيه ـ 8 بوسيدون" الحربية (Boeing P-8 Poseidon) من أسطول VP-26 قد توجهت إلى الكاريبي للقيام بمهمة اعتراض الناقلة الإيرانية.
وتشير التصريحات الإيرانية والأميركية إلى أن التوتر بين البلدين بدأ يمتد من مياه الخليج إلى منطقة الكاريبي بالقرب من الحدود الأميركية، وذلك بعد أسابيع قليلة من احتكاك بين القطع البحرية للطرفين في المياه الخليجية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات ملحة عمّا إذا أقدمت واشنطن على احتجاز السفن الإيرانية في منطقة الكاريبي، وعن طبيعة الرد الإيراني على ذلك في ظل تهديداتها بأنه سيكون "عاجلاً وحاسماً".
وتذكّر التهديدات الأميركية الإيرانية المتبادلة، بسيناريو حرب الناقلات بين طهران ولندن، التي وقعت خلال سبتمبر/أيلول الماضي، حينما احتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" قبالة سواحل جبل طارق، بحجة التفافها على العقوبات الأوروبية ضد سورية من خلال توجهها إليها.
وفي المقابل، وفي 19 يوليو/تموز، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط "ستينا إمبيروا" البريطانية، في مضيق هرمز، متهماً إياها بانتهاك قوانين الملاحة الدولية. إلا أن الطرفين في وقت لاحق، قاما بالإفراج عن الناقلتين في عملية تبادل غير مباشرة.
واليوم في حال إقدام القوات الأميركية على احتجاز الناقلات الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا، يبقى السؤال المطروح، أنه هل يمكن أن تقدم طهران على خطوة مماثلة في المياه الخليجية، في ظل تهديدها بالرد "فوراً"، الأمر الذي إن حدث، فإنه سيؤسس لمرحلة تصعيد جديدة وخطيرة بين الطرفين، لا يمكن التكهن بمآلاتها.
وعلى صعيد متصل، راجت، أخيراً، أنباء عن إرسال فنزويلا 9 أطنان من الذهب لإيران عبر طائرات شركة "ماهان" الإيرانية، مقابل قيام طهران بإصلاح مصافي البنزين في فنزويلا، إلا أن الحكومة الإيرانية نفت صحة ذلك.
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد علّق على هذه التقارير في تغريدة بالقول إن "صورة تجمع نيكولاس مادورو ممسكاً بالذهب وطائرة إيرانية بجانبه"، متهماً مادورو بنهب ثروات فنزويلا و"إرسال 9 أطنان من سبائك الذهب إلى النظام الإيراني".