الأسد ومعارك الحد الأدنى ضد "داعش": خدعة محاربة الإرهاب

08 يونيو 2016
الأسد حاول التسويق لانتصارات وهمية على داعش (Getty)
+ الخط -
ذكّر رئيس النظام السوري بشار الأسد، يوم أمس، خلال خطابه أمام مجلس الشعب، باستعادة تدمر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قائلا إن "أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها"، محاولا توجيه رسالة إلى العالم أنه محارب للإرهاب، وهذا ما يحاول تسويقه بالإعلان عن التوجه إلى دير الزور انطلاقا من تدمر، واستعراض دخول قواته إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، معقل التنظيم في سورية.

وبعدما استعادت القوات النظامية السيطرة على تدمر في شهر مارس/ آذار الماضي، بغطاء جوي روسي وخروج مقاتلي التنظيم من المدينة، تمكنت يوم الثلاثاء الماضي، من إحكام سيطرتها الكاملة على صوامع الحبوب قرب مدينة تدمر، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم، وهاجمت مواقعه على الطريق الواصل إلى بلدة آراك، إلى الشمال الشرقي من تدمر، التي يبدو أنها هدفها القادم، ومن ثم المحطة الثالثة للنفط بهدف الوصول إلى مدينة السخنة الخاضعة للتنظيم، والتي تعتبر بوابة الدخول إلى محافظة دير الزور.

ويرى متابعون أن النظام ما زال يحاول تقديم نفسه كمحارب للإرهاب، وخاصة بعد تصدّر مسألة القضاء على التنظيم أولويات المجتمع الدولي، وتقلص دعم المعارضة بشكل كبير بعد التوافق الروسي الأميركي على حل سياسي يبقي على النظام أو يعيد هيكلته بما يتوافق مع الرؤية الروسية.

وقال الناشط الإعلامي في تدمر خالد الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "المعارك لا تزال إلى الآن على أطراف مدينة تدمر، فيما يحافظ كل من النظام وداعش على مواقعهما، لتقتصر المعارك على اشتباكات بين الحين والآخر"، مبينا أن "الصوامع التي سيطرت عليها القوات النظامية تبعد عن المدينة نحو 8 كلم، وهي تقريبا المسافة ذاتها التي تفصل المحطة الثالثة عن المدينة".

ولفت إلى أن "للمحطة الثالثة أهمية استراتيجية، فهي ما تزال داخل الخدمة من ناحية النفط وتوزيعه، إضافة إلى وجود آبار نفط في المنطقة"، معربا عن اعتقاده بأن "التقدم باتجاه دير الزور بالنسبة للقوات النظامية سيكون صعبا جدا، جراء وجود مسافة طويلة في بيئة جغرافية، قد تعرضها لتكبد خسائر فادحة، وخاصة أن التنظيم ما زال يحتفظ بمواقعه في البادية وصولا إلى الحدود العراقية والأردنية السورية".

وعن تقدم القوات النظامية باتجاه مدينة السخنة قادمة من ريف حماة، قال الناشط الإعلامي إن "الوضع في السخنة ما زال على حاله منذ أسابيع، حيث تتعرض إلى قصف جوي بشكل يومي، في حين تبعد عنها القوات النظامية نحو 40 كلم".

ورأى أن "مسألة الوصول إلى دير الزور ما زالت غير ملموسة في الوقت المنظور، أما إذا كانت القوات النظامية تريد الوصول إليها عبر البادية، فقد يستغرق الأمر مدة أقصر، إلا أنها لن تستطيع تثبيت مناطق سيطرتها، حيث إن للتنظيم قدرة في تلك المناطق على توجيه ضربات موجعة لها، فهو ما زال يسيطر على العديد من الطرقات الصحراوية".

ويبدو أن النظام يسعى للإبقاء على جبهات قتال مفتوحة مع التنظيم بالحد الأدنى، مستغلا انشغال الأخير بمعاركه مع ما يعرف باسم "قوات سورية الديمقراطية" في الشمال، في محاولة منه لإقناع الغرب بأنه محارب الإرهاب في سورية، ما قد يغيّر التوجهات الدولية تجاهه والقبول بالرؤية الروسية لحل الأزمة السورية والقاضية بالإبقاء على النظام، مع إجراء تعديلات طفيفة عليه.