تسريبات تكشف تفاصيل المخطط الانقلابي الفاشل في تركيا

17 يوليو 2016
الوثائق تظهر تحركات الانقلابيين (امين سارسار/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت وسائل الإعلام التركية وشبكة "الجزيرة"، اليوم الأحد، تسريبات من مراسلات المتورطين في تنفيذ الانقلاب الفاشل، ليلة الجمعة، في تركيا، تبين تفاصيل المخطط الانقلابي للاستيلاء على السلطة وإزاحة الرئيس رجب طيب أردوغان. بينما تحدث رئيس هيئة الأركان، الجنرال خلوصي أكار، عن بعض تفاصيل احتجازه.

يأتي ذلك وسط مواصلة عملية "التطهير"، بحيث وصلت الاعتقالات في صفوف العسكريين إلى 6000 عنصر، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.

وبحسب التسريبات، فإنه بعد السيطرة على هيئة الأركان، أرسلت المجموعة الانقلابية عبر نظام الاتصال الخاص برئاسة هيئة الأركان في الساعة الثالثة و22 دقيقة من ظهر يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، رسالة إلى الوحدات العسكرية الموالية لها، تحمل تعليمات خاصة بإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، بدءاً من تاريخ إرسال التعليمات، وكذلك حظر التجوال بدءاً من الساعة السادسة مساء من اليوم نفسه.

وفي إطار "حركة يلدرم" أو "حركة الرعد" العسكرية، تكونت الرسالة المرسلة إلى المجموعة الانقلابية من ثلاث صفحات وتضمنت 20 مادة. حملت توقيع قائد مجموعة "سلام في الداخل" الانقلابية، وهو اللواء محمد بارتي كوج، بالإضافة لتوقيع العميد الركن جميل تورهان.

وتضمنت التعليمات أسماء القيادات التي ستتولى تنفيذ حالة الطوارئ وقائمة بأسماء العسكريين الذين سيتولون إدارة محاكم الطوارئ التي سيتم تشكيلها في مختلف الولايات، وكذلك قرارات تعيين القيادات التي ستتولى الأمن في كل من العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول.

وبحسب المراسلات، فقد تم تعيين اللواء محمد بارتي كوج لإدارة رئاسة هيئة الأركان، واللواء إرهان جاها لإدارة قيادة القوات البرية، واللواء عرفان عراباجي لإدارة قيادة القوات البحرية، والعقيد الركن إلهان كاراسو لإدارة القوات الجوية، واللواء فاروق بال واللواء مصطفى سعبان غوموش إينة، لإدارة قوات الدرك.

وفي تفاصيل المراسلات التي نشرتها قناة "الجزيرة"، فإنه "كان من المفترض أن يعلن الانقلاب في الساعة 6 صباح يوم 16 يوليو/ تموز الجاري، وأن خطة الانقلاب كانت تقضي بالقبض على شخصيات سياسية وعسكرية.

وأشارت إلى أن قوة كانت تعتزم اعتقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء وجوده في أحد فنادق مرمريس، لكنها فشلت بسبب مغادرته مبكراً. وتابعت أن "قوة من الانقلابيين حاولت اقتحام الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان في مرمريس بعد مغادرته"، وأن "3 مروحيات تحمل 40 عسكرياً قصفت الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان بعد مغادرته بنصف ساعة"، وأن "الحرس الخاص بأردوغان أفشل محاولة قوة من الانقلابيين لاقتحام الفندق في مرمريس".

وبينت المراسلات أنه "بعد 55 دقيقة من بدء تحركات الانقلابيين صدرت أوامر لهم بإطلاق النار على أي قوة للشرطة تبدي مقاومة"، مشيرة إلى أن "أول تحرك للقوة الانقلابية كان في الساعة 09:29 مساء يوم 15 يوليو/ تموز".

وتابعت أن "80 شخصية كان من المفترض أن تتولى الحكم في حال نجح الانقلاب"، مشيرة إلى أن "قائد القوات الجوية السابق الجنرال أكن أوزتاك هو مدبر محاولة الانقلاب".


خلوصي أكار يكشف تفاصيل احتجازه

في غضون ذلك، كشف رئيس هيئة الأركان العامة التركية، الجنرال خلوصي أكار، تفاصيل احتجازه من قبل الانقلابيين، وذلك أثناء حضوره، يوم أمس السبت، إلى البرلمان التركي، خلال حديثه إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية المعارض، دولت بهجلي.

وأكد أكار أن بعضا من الانقلابيين حاولوا إجباره على قراءة بيان الانقلاب، واضعين السلاح على رأسه، مضيفا أن العناصر الانقلابية أكدوا له أنه في حال وقع على البيان ستزول المخاطر المحيطة بحياته، ليقوموا بتطويق رقبته بحزام بعد رفضه قراءة البيان والتوقيع عليه.

وأشار أكار إلى أن رئيس القلم الخاص به، وبعض موظفي السكرتارية وبعض الضباط المقربين منه شاركوا في محاولة الانقلاب ودعموها، موضحاً أنه تم بعد ذلك نقله ونقل من معه من الضباط غير الانقلابيين إلى قاعدة "أكنجي"، بعد تقييد أقدامهم وأيديهم، ووضعهم في غرف منفردة، حيث لم يتم تقديم أي من الطعام أو ماء لهم لمدة 10 ساعات متواصلة.

عملية "التطهير" تتواصل

في هذه الأثناء، أعلنت السلطات الأمنية عن بدء عملية أمنية يشارك فيها 650 شرطياً ضد من تبقى من عناصر الانقلاب الفاشل في قاعدة جوية بمدينة قونية، أسفرت حتى اللحظة عن اعتقال قائد الطلعات الجوية إضافة إلى سبعة ضباط آخرين.

وشنت قوات الأمن التركية حملة واسعة على إدارات قوات الدرك في كل من مدينة إسطنبول، والعاصمة التركية أنقرة.

وقامت قوات شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة، باعتقال قائد قوات الدرك في أنقرة، وشنت عمليات تفتيش واسعة في المديرية.

كما قامت عناصر تابعة لشعبة مكافحة الإرهاب وشعبة المخابرات التابعة لمديرية أمن إسطنبول، بدهم قيادة الدرك في منطقة ماسلاك في مدينة إسطنبول، ونفذت عمليات تفتيش واسعة في المقر ومكتب قائد قوات الدرك المعتقل اللواء غورجان سرجان.

وبحسب وكالة "الأناضول" فقد تم نقل عدد من الضباط المعتقلين بتهمة المحاولة الانقلابية من ذوي رتبة رائد وما فوق إلى خارج إسطنبول لأسباب أمنية.