ماذا يقصد ترامب بـ"هدوء ما قبل الإعصار"؟

06 أكتوبر 2017
تساؤلات حول ما يعنيه ترامب تحديداً (Getty)
+ الخط -

مرة أخرى يرمي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قنبلة ويترك الآخرين أسرى الظن والتخمين؛ فخلال التقاط صورة له مع كبار العسكريين وعائلاتهم الذين استضافهم لتناول العشاء في البيت الأبيض مساء الخميس، سأل الرئيس الصحافيين الحاضرين لتغطية المناسبة: "هل تعلمون ماذا يمثل هذا المشهد؟ إنه هدوء ما قبل الإعصار. لدينا أفضل العناصر العسكرية في العالم. سوف ترون ماذا أعني".

التهديد المبطن، أثار الجدل في واشنطن، إذ بدا تصريحه أقرب إلى الإنذار وتمهيد الأجواء لقرار ذي بُعد عسكري. وقد عززت المناسبة التي أتى فيها تصريح ترامب، هذه الفرضية.

وتراوحت التقديرات بشأن الدول المعنية بهذا التصريح، بين إيران وكوريا الشمالية لاسيما، أن ترامب تباحث مع العسكريين بشأنهما قبل حفل العشاء.  وثمة من أضاف النيجر إلى القائمة (رداً على مقتل 3 عسكريين أميركيين هناك أمس).

لكن كفة إيران بقيت راجحة، فالاعتقاد السائد في الأيام الأخيرة، أن الرئيس حسم قراره بعدم التزام طهران بشروط الاتفاق بزعم أنها تنتهك روحه، على الرغم من التحذيرات من عواقب هذا الموقف.

وكان وزير الدفاع، جيم ماتيس، أفاد قبل يومين أمام إحدى لجان الكونغرس بأن المضي بالاتفاق "يصب في خدمة الأمن الأميركي"، في حين نبّه آخرون من سلوك هذا الخط الذي يهدد "بخطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط، فضلاً عما يتسبب به من أذى للدبلوماسية الأميركية ".

كما لفت هؤلاء إلى مضاعفات أخرى تطاول "صدقية التوقيع الأميركي حيث ستنأى دول أخرى عن التفاوض لعقد اتفاقيات مع أميركا"، كما قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس. كما أنّ هناك ما يشبه الهرولة لاستباق القرار بضغوط ومطالبات، علها تحمل الرئيس الأميركي، على إعادة النظر في موقفه، قبل إعلانه رسمياً في 15 الجاري.

لكن احتمال اقتناع ترامب مستبعد حتى اللحظة، فهو الآن "أسير وعوده الانتخابية التي لم يتحقق منها شيء بعد مرور 9 أشهر على رئاسته من غير أن يتمكن من تمرير أي منها" كما يقول الخبير جو سيريسيوني، والخروج من الاتفاق الإيراني واحد منها. حساباته انتخابية سياسية. يحتاج إلى "خبطة" وازنة، تكون من الصنف الذي لا تترتب عليه نتائج مكلفة في الوقت الحاضر.

ينطبق ذلك على الاتفاق النووي الإيراني، وفق معايير ترامب، وبإلغائه، يحجب التراجع عن التصعيد مع كوريا الشمالية، فالخيار العسكري معها، كلفته  ستكون كبيرة.

كذلك من خلال خبطة النووي الإيراني، يحوّل الرئيس الأنظار عن متاعبه المتزايدة، خاصة اشتباكاته مع بعض وزرائه، وآخرها تأزم علاقته مع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون والتي "لم تعد قابلة للاستمرار" حسب غالبية التقديرات، ولو أنها جمدت في الوقت الحاضر، لأن الظروف لا تسمح بإقالته ولا باستقالته. لكن الترجيحات أن تيلرسون في طريقه إلى المغادرة "إن لم يكن في أواخر السنة ففي أوائل العام القادم".

وبما أن ترامب "غاضب بشدة" من تيلرسون، بحسب ما يقال، فقد يفاجئ الجميع بالتخلص منه. وتحسباً لمثل هذا الاحتمال، هناك أنباء عن أن تيلرسون وماتيس، بالإضافة إلى كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، تعاهدوا على تقديم استقالة جماعية إذا أقدم الرئيس على إقالة أي منهم.

تعثّر الأجندة الداخلية التي طرحها الرئيس الأميركي، وتراكم مشكلاته التي يساهم في مفاقمتها، فضلاً عن تصاعد التحديات الخارجية وما قد تأتي به التحقيقات الروسية؛ كلها توجب أخذ كلام الرئيس عن "الإعصار" القادم على محمل الجدّ.

المساهمون