دمشق وموسكو تبديان حنقاً متزايداً لاستبعاد دوريهما في الرقة "غير المحررة"

23 أكتوبر 2017
صراع على النفوذ بسورية (بولنت كيليش/ فرانس برس)
+ الخط -
صعدت كل من موسكو ودمشق  لهجة خطاب وعبرتا عن امتعاضهما، اليوم الإثنين، غداة انتهاء معركة الرقة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي لم يكن لكليهما أي دورٍ فيها.


وبدا واضحاً قلق موسكو ودمشق من تطورات الأوضاع في الرقة آنياً ومستقبلياً؛ فبعد انتقادات وزارة الدفاع الروسية أمس، لسرعة تخصيص دولٍ غربية أموالاً لإعادة إعمار المدينة المدمرة، وكلام مسؤولين بنظام بشار الأسد عن أن الأخير سيستعيد الرقة من "قوات سورية الديمقراطية" مستقبلاً، عاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، ليعبر عن استياء بلاده من مجريات معركة الرقة وما بعدها.


وبالوقت ذاته اعتبر وزير الإعلام بحكومة النظام، محمد رامز ترجمان، "الرقة غير محررة إلا بدخول الجيش العربي السوري".

وقال لافروف، بحسب ما نقلت عنه وكالة "سبونتيك"، إن بلاده تنتظر "توضيحات" من واشنطن، حول "تصرفات غريبة" لاحظتها موسكو في معركة الرقة الأخيرة،  و "تتطلع للحصول من واشنطن على ردود صريحة وواضحة حول السياسة الجديدة لواشنطن في سورية وإنشاء المجالس المحلية على أراضي دولة ذات سيادة".

وقال كبير الدبلوماسيين الروس أثناء لقائه بنظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، في موسكو، إن بلاده لاحظت تصرفات غريبة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث تكرر الهجوم للجيش السوري ضد "داعش" مع هجوم التنظيم المتطرف من المناطق التي تسيطر عليها مجموعات مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، مبدياً انزعاج بلاده، من صفقةٍ خرج بموجبها مسلحو "داعش" عبر طريق آمن من مدينة الرقة لريف دير الزور.

وتأتي تصريحات لافروف بعد يومٍ واحد من انتقاداتٍ وجهها المتحدث باسم وزارة الدفاع بموسكو، إيغور كوناشينكوف، لدولٍ غربية، بعد إعلان كل من بريطانيا وفرنسا، تخصيصهما مبلغ 28 مليون يورو، لإعادة الحياة لمدينة الرقة السورية، التي أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" يوم الجمعة الماضي، انتهاء المعارك فيها رسمياً مع تنظيم "داعش".

وجاء ذلك بعد نحو أربعة أشهر ونصف الشهر من المعارك التي دمرت نحو 85% من أحيائها، قائلة إن "مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سورية ديمقراطية لا مركزية اتحادية".

وزعم المسؤول الروسي أن بلاده "ناشدت مرارا خلال السنوات الماضية الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية لإرسال مساعدات إنسانية إلى السوريين المتضررين من الحرب (...) لكننا في كل مرة كنا نتلقى جوابا واحدا من قبل واشنطن وبرلين وباريس ولندن: نحن لا نستطيع ولا يمكننا القيام بذلك"، معتبراً أن الدول الغربية تستعجل في تخصيص مبالغ ضخمة للرقة، لـ" إخفاء آثار القصف الوحشي لطيران التحالف الدولي والأميركيين بسرعة والذي دفن تحت الأنقاض في الرقة آلاف المدنيين المحررين من تنظيم داعش الإرهابي".


ويبدو موقف دمشق متطابقاً في الحنق مع موسكو حيال مآلات معركة الرقة وإعادة إعمارها؛ إذ إنه وبعد يومٍ واحد من اعتبار مسؤولين بنظام الأسد أن هذا الأخير سيستعيد مدينة الرقة من "قوات سورية الديمقراطية" مستقبلاً، عزف وزير الإعلام بحكومة دمشق، محمد رامز ترجمان، على الوتر ذاته اليوم.


الأخير اعتبر أن "خروج تنظيم داعش الإرهابي منها(الرقة) أمر إيجابي، لكن من الضروري أن تدخل القوات السورية المدينة وذلك بغض النظر عمن كان فيها، تحت ما يسمى تنظيم (داعش) أم أية منظمة أو كتلة أخرى".

وتابع ترجمان أن حكومته "لا تعتبر أي مدينة محررة إلا بدخول الجيش العربي السوري، ورفع العلم الوطني فوقها، وهذا ينطبق على أي بقعة جغرافية في سورية"، مشيراً إلى أن "هناك من يحاول سرقة الانتصار في الرقة، عبر ما يتم طرحه من أن السعودية أو أميركا أو غيرها ستقوم بإعادة إعمار الرقة أو أي مكان آخر، خارج إرادة الدولة السورية".