نواب من حزب "نداء تونس" يقدّمون استقالاتهم

21 ديسمبر 2015
الاستقالات بعد الفشل في حل أزمة النداء (الأناضول)
+ الخط -
قدّم 22 نائباً عن حزب "نداء تونس" في البرلمان، اليوم الإثنين، استقالاتهم رسمياً من الكتلة النيابية، احتجاجاً على ما اعتبروه "تهميش مشروع الحزب"، في انتظار تكوين كتلة مستقلة أخرى، أو الانضمام لحزب سياسي جديد، وفق ما صرحت به نائبة من النداء لوكالة "الأناضول".


ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان محسن مرزوق، الأمين العام لحزب "نداء تونس"، الانفصال نهائياً عن الحزب، والعمل على تأسيس كيان سياسي جديد، على أن يعقد اجتماع شعبي يوم 10 يناير/ كانون الثاني المقبل، للإعلان عن هذا الكيان.

وفي تصريحات أدلت بها للصحفيين بمقر البرلمان، قالت النائبة عن الحزب، رابحة بن حسين، إن "22 نائباً من النداء قدموا اليوم، استقالاتهم رسمياً من الكتلة إلى رئيس الحزب ورئيس مجلس النواب محمد الناصر"، دون أن توضح رد الأخير على هذه الاستقالات.

مصطفى بن أحمد، الناطق الرسمي باسم مجموعة الـ 32 أكد لـ"العربي الجديد" أن العدد النهائي لم يتحدد بعد، وربما تتوضح الصورة بشكل نهائي غدا أوبعد غد.

وقال إن هذه الخطوة وقع إقرارها أمس في اجتماع الحمامات، بسبب عدم حضور كل النواب، وعُهد إلى النائب رؤوف الشريف مهمة سبر آراء النواب، وفرز المواقف، إلى غاية يوم غد الثلاثاء، مؤكدا أنه إلى الآن لم يتم حصر العدد النهائي.

وأكد بن أحمد أن الاستقالة من الكتلة أكيدة، ولكنها تتمتع قانونيا بمهلة 5 أيام لتصبح مفعلة بشكل نهائي ويتم الانفصال، وهي مدة كافية ليتم فرز وغربلة كل المواقف داخل مجموعة الـ32 من ناحية، ولكنها تتيح من ناحية أخرى فرصة للشق المقابل بتعديل موقفه إن كان يرغب في ذلك، لكنّ تغييرا مفاجئا في المواقف يعتبر من قبيل المعجزة.

وفي خصوص الموقف السياسي الحقيقي الذي أعلن عنه في أعقاب اجتماع الحمامات أمس الأحد، واذا كان يعني انشقاقا عن الحزب وتأسيس حزب جديد، أكد بن أحمد أن هذه الخطوة تؤكد ذلك بالضرورة.

وقال بن أحمد إن البيان أشار إلى "انفصال هيكلي"، وإن ما يُتداول اليوم من تصريحات حول حزب جديد لا أساس لها من الصحة إلى غاية الآن، ولكنها تبقى فرضية مطروحة، وإن بعض الأصوات تحاول أن تؤوّل الموقف بحسب فهمها وطموحاتها الخاصة.

ونبه بن مصطفى إلى أن الموقف الآن يتم بشكل متدرج في التعامل مع الأزمة، وأن التصعيد مرهون بمواقف الأطراف المقابلة، وسيتم تقدير ذلك من الآن إلى غاية يومي 9 و10 يناير/ كانون الثاني المقبل، ويؤدي بالفعل إلى الانفصال، ولكن الباب يبقى نصف مفتوح إلى غاية ذلك التاريخ.

وأكد بن مصطفى أنه لا ينبغي أخذ الأمر بشكل متسرع لأننا إزاء لحظة تاريخية مهمة، دُفعنا إليها دفعا ونحن مظلومون فيها، ولكننا سنتخذ ما نراه ضروريا للمحافظة على المشروع الفكري الأصلي لنداء تونس.

وختم بن أحمد بالقول إن الطريق الآن مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الانفصال التام وتأسيس ما سماه "النداء الجديد".

ويشهد حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد، منذ ما يزيد عن شهرين، حالة انقسام حادة بين فريقين، الأول يدعم أمينه العام المستقيل، محسن مرزوق، والثاني يساند حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.

المساهمون