استئناف مفاوضات حاسمة بشأن "بريكست" قبل القمة الأوروبية

16 أكتوبر 2019
لا يرغب جونسون في المزيد من التمديد (Getty)
+ الخط -
استؤنفت صباح اليوم الأربعاء، محادثات حاسمة في بروكسل حول "بريكست" لمحاولة التوصل لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي ولندن، اعتبر المفاوضون أنه "ممكن" قبل القمة الأوروبية غداً الخميس.

وبعد سلسلة مفاوضات مطولة حتى منتصف ليل الثلاثاء، استؤنفت المحادثات صباح الأربعاء، بحسب ما أكدت مصادر أوروبية لوكالة "فرانس برس". وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان: "إذا تواصلت هذه المحادثات فهذا أمر إيجابي"، مضيفاً "يمكن أن نخرج من المأزق وهذا ما نتمناه".
ونقلت "فرانس برس" عن مصدر أوروبي قوله: "من غير المتوقع التوصل لحلّ اليوم". فيما أكد دبلوماسي أوروبي أنّ "النوايا البريطانية بدأت تترجم في نص قانوني لكن لا تقدم حتى الآن". لكن بحسب مسؤول بريطاني للوكالة نفسها، "فإن فرق العمل تحقق تقدماً" والمفاوضات "بناءة". 

ومن المقرر أن يدلي مفاوض الاتحاد الأوروبي الرئيسي ميشال بارنييه بإيضاحات بعد الظهر أمام سفراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، عشية القمة الأوروبية، وهي نظرياً آخر قمة لبريطانيا قبل الانفصال في 31 تشرين الأول/أكتوبر.
وتتركز المحادثات الجارية على نقطتين خلافيتين: طريقة تجنب العودة إلى إعادة فرض حدود فعلية، بعد "بريكست" بين أيرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية، وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، مع القيام بعمليات التفتيش الجمركية، وحق التصويت الممنوح لسلطات أيرلندا الشمالية بشأن اتفاق الخروج وهو ما لا يريده الأوروبيون. وكانت احتمالات التوصل لاتفاق قد صعدت مساء أمس، بعدما برزت أنباء عن تنازل بريطاني يسمح بوجود نقاط تفتيش حدودية في البحر الأيرلندي. 

بريطانياً، ينتظر أن يطلع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حكومته، بعد ظهر اليوم، على آخر التطورات في اجتماع حكومي مؤجل من موعده يوم أمس، ليتبع ذلك اجتماع جونسون بنواب حزبه ليطلعهم على الاتفاق ويطلب دعمهم.

وعبر جاكوب ريس موغ، زعيم مجلس العموم، عن تفاؤله بقدرة الحكومة على جمع الأصوات البرلمانية الكافية لتمرير الاتفاق، والذي سيتم التصويت عليه في جلسة برلمانية يوم السبت.

ولكن جونسون يواجه احتمال تأجيل موعد "بريكست" لدوافع تقنية، ولمدة شهرين تقريباً، للسماح بالمزيد من الوقت للمفاوضات لاستكمال عدد من التفاصيل التي لا يسمح الوقت المتبقي حالياً باختتامها، وفقاً لمسؤولين أوروبيين.

وأضاف رئيس الوزراء الأيرلندي المزيد من التكهنات عندما قال إن العرض الذي سيقدم لجونسون خلال القمة الأوروبية سيكون اتفاقاً مبدئياً. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يطلب من جونسون إثبات أنه يستطيع تمرير الاتفاق في البرلمان البريطاني قبل أن توقع عليه بروكسل.

ويسمح التمديد التقني لفريقي التفاوض بالخوض في التفاصيل التقنية المطلوبة لإتمام الاتفاق وطرق تنفيذه، وهو ما ناقشه كل من جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية يوم أمس الثلاثاء.


ولا يرغب جونسون في المزيد من التمديد، وهو الذي جعل الخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد الحالي محور رئاسته للوزراء، إلا أن حذراً فرنسياً ألمانياً يدفع إلى عدم التسرع في الاتفاق النهائي، ومنح الوقت الكافي للاتفاق على التفاصيل.

وتركز الصفقة المرتقبة على شكل معدل من صفقة تيريزا ماي، يسمح بشراكة جمركية جديدة بين الطرفين حول أيرلندا الشمالية، وهو ما كان قد رفضه الاتحاد الأوروبي سابقاً.

وتسمح الخطة الجديدة ببقاء الإقليم البريطاني في النظام الجمركي للمملكة المتحدة، ولكن يضمن إجراء التفتيش الجمركي في البحر الأيرلندي على كافة البضائع المتنقلة بين الجزيرتين البريطانية والأيرلندية.

وبينما كان ميشيل بارنييه قد حدد منتصف ليل أمس موعداً نهائياً للمفاوضات، لا تزال هذه جارية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم لإتمام ما يمكن منها قبل موعد القمة الأوروبية غداً.

ومن جهته، حذر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأيرلندي من خطورة التنازلات التي قد يتقدم بها جونسون، والتي قد تبقي أيرلندا الشمالية في فلك الاتحاد الجمركي الأوروبي. إلا أن جونسون اجتمع بكل من أرلين فوستر، زعيمة الحزب، ونائبها نايجل دودج، في وقت متأخر من مساء أمس، لمناقشة تفاصيل الاتفاق وتسوية أي خلافات ممكنة.

ومن جهته، يسعى حزب الديمقراطيين الليبراليين إلى دفع البرلمان لتبني استفتاء على صفقة جونسون، خلال الجلسات البرلمانية المقررة الأسبوع القادم.

وقالت زعيمة الحزب جو سوينسون: "إن الديمقراطيين الليبراليين أكبر الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي ويتصدر الأصوات المطالبة بالاستفتاء الثاني".

وأضافت "يسعى جونسون لخوض انتخابات عامة، ولكن الطريقة الأفضل لحل المعضلة الحالية تكمن في الاستفتاء الثاني ومنح الشعب البريطاني القول الفصل حول مستقبله".

وأضافت "إن الصفقة الأفضل هي التي نمتلكها داخل الاتحاد الأوروبي ونريد أن نمنح الشعب الفرصة لوقف بريكست".

وكان الديمقراطيون الليبراليون قد أقروا في مؤتمرهم العام دعم استفتاء ثان على "بريكست" يدعمون فيه خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. وفي حال فوزهم بالأغلبية البرلمانية في انتخابات عامة، فسيقومون بإلغاء "بريكست" كلياً من دون استفتاء.