قدمت أربيل مقترحا جديدا حول إدارة منطقة فيشخابور الحدودية مع تركيا، بعد ساعات قليلة من إعلان بغداد نقض كردستان الاتفاق الذي تم التوصل إليه الاثنين الماضي بين الطرفين، فيما أكد عضو بلجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن المقترح مرفوض مقدما.
ويقضي الاتفاق الذي أعلنته حكومة كردستان، في بيان رسمي الخميس، بانتشار قوات البشمركة مع القوات العراقية الاتحادية بصورة مشتركة في معبر إبراهيم الخليل (فيشخابور) مع تركيا، بمشاركة مراقبين دوليين من التحالف الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب.
وقال بيان صادر عن حكومة الإقليم إن هذا المقترح بمثابة "بادرة حسن نية وممارسة لبناء الثقة تضمن ترتيبات محدودة ومؤقتة لحين التوصل إلى اتفاق وفقا للدستور العراقي".
واتهمت بغداد، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، عبر بيان رسمي، إقليم كردستان بالتراجع عن اتفاق مبرم بين الجانبين للانتشار في المناطق المتنازع عليها والحدودية، متهما الإقليم بـ"اللعب من أجل عرقلة انتشار القوات الاتحادية"، محذرا في الوقت نفسه من أن أية عملية اعتراض من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة بأربيل ضد القوات الاتحادية سيتم مواجتها بقوة القانون الاتحادي، و"لن يكون لهم مأمن وسنلاحقهم".
مصادر حكومية عراقية قالت لـ"العربي الجديد" إنه من المرجح أن ترفض الحكومة ببغداد المبادرة، كونها "لا تستند للدستور، كما أن القبول بمشاركة مراقبين دوليين تدويل واعتراف بكيان موازي داخل الدولة العراقية".
وبحسب مسؤول حكومي عراقي، فإن "الجانب الأميركي يؤيد تلك المبادرة منذ أمس، وهو من طرحها على العراقيين أول مرة".
مقرر لجنة الأمن والدفاع العراقية في البرلمان، إسكندر وتوت، أوضح في تصريح لوكالة أخبار عراقية معتمدة، الخميس، أن لجنته ترفض بشكل قاطع ذلك، معتبرا "أي تواجد أميركي في معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا انتقاصا من السيادة العراقية"، مبينا أن "الضغط الصهيوني دفع الأميركيين إلى الانحياز لمسعود البارزاني".
في غضون ذلك، قال شهود عيان في مناطق سهل نينوى، شمال وشمال شرق الموصل، إن تحشيدا جديدا للقوات العراقية يجري منذ فجر الخميس في مناطق مخمور وزمار وخازر، وسط تحليق مكثف لمقاتلات عراقية من طراز أف 16 وسوخوي في مناطق تواجد قوات البشمركة، قامت بعضها باختراق حاجز الصوت وإطلاق أقراص نارية في المنطقة.