أنهى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الأربعاء، جولته الخليجية التي شملت الكويت والإمارات وقطر، دون طرح مقترحات جديدة لتسوية الأزمة الخليجية، الناتجة عن قطع (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضها حصاراً برياً وجوياً على الدوحة، مكتفياً بتجديد دعمه للوساطة الكويتية ودعوته للحوار والبحث عن حلول وسط.
وفي هذا الإطار، يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط، دميتري فرولوفسكي، أن جولة لافروف كانت استعراضية لإظهار وجود روسيا في المنطقة دون أي تداعيات على الأزمة الخليجية.
ويقول فرولوفسكي لـ"العربي الجديد": "كان الهدف من الجولة هو الإظهار أن روسيا مهتمة بتسوية أزمة قطر، ولكن عليها التزام الحياد في ظل مصالحها مع مختلف أطراف الأزمة".
وأكد وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الدوحة أنه سيزور السعودية والأردن في مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.
وحول أسباب عدم إدراج السعودية ضمن جولة لافروف الخليجية، يقول فرولوفسكي: "لا تنفصل الزيارة إلى السعودية عن سياق الجولة الخليجية، ولكن قرار زيارتها خارج إطار الجولة يعود إلى اعتبارات براغماتية لإصدار رسالة بأن الرياض تحظى بمكانة خاصة في ظل ثقلها الإقليمي ودورها في سوق النفط العالمية".
ويضيف في ذات السياق: "إذا كان لافروف زار السعودية ضمن جولته، لكان ذلك ألحق ضرراً كبيراً بالعلاقات الثنائية بين موسكو والرياض".
ورغم أن لافروف استهل جولته بالتأكيد من الكويت على استعداد بلاده لتقديم دعم في إطار المبادرة الكويتية لتسوية الأزمة دون منافسة أحد، إلا أنه لم يجدد طرح هذه المسألة أثناء زيارتيه إلى الإمارات وقطر.
ولم يرد ذكر الأزمة الخليجية في المؤتمر الصحافي الذي عقده لافروف مع نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، بل تطرق الوزيران إلى قضايا سورية وليبيا والعراق واليمن وحتى كوريا الشمالية.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن الجانبين الروسي والإماراتي بحثا الأزمة الخليجية خلف أبواب مغلقة.
وفي ختام زيارة لافروف إلى الدوحة ولقاءاته مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزيري الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والدفاع، خالد العطية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أكدت فيه أن المحادثات تطرقت إلى الأزمة الخليجية، لكن دون الإشارة إلى أي دور محتمل لموسكو في تسويتها.
وأمس الأربعاء، أشار وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أن دول الحصار (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) تجاهلت جهود الوساطة الكويتية، موضحاً أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي ردت على رسائل أمير الكويت بشأن الأزمة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، أكد أن الدوحة تدعم حواراً بنّاءً لتسوية الأزمة، مشدداً على أن الهدف منه هو "رفع الحصار وإنهاء الأزمة، وليس الحوار من أجل الحوار فقط".