مصادر عراقية للأمن السويدي: تهديد أمني "جدي" ضد استوكهولم

26 ابريل 2016
وفد أمني سويدي يتجه لبغداد لبحث المعلومات (العربي الجديد)
+ الخط -
كُشف في استوكهولم، اليوم الخميس، عن "تهديدات جدية بتنفيذ أعمال إرهابية" في السويد، وفق ما أعلنت عنه أغلب وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات السويدية "سابو"، التي أكدت تلقيها معلومات مؤكدة من نظيرتها العراقية بوجود 7 إلى 8 عناصر ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" فوق ترابها. 

وتشير مصادر الاستخبارات إلى أن هذه العناصر المتطرفة المفترضة دخلت الأراضي السويدية لتنفيذ هجمات، وتحديداً في العاصمة استوكهولم.

ووفقاً لما ذكرت صحيفة "إكسبرسن"، فإن المخطط يشمل "أهدافاً مدنية"، وهي المعلومات التي يأخذها الأمن السويدي على محمل الجد، إذ جرى رفع حالة التأهب في استوكهولم. 

ويرفض جهاز الاستخبارات السويدي "سابو" الخوض في تفاصيل تلك المعلومات التي تلقاها بشأن التهديد، لكن الأمن السويدي أكد صحة تلك التحذيرات. وبحسب ما تقول السكرتيرة الصحافية للجهاز، سيربا فرانزين، فإنه "بإمكاني التأكيد بأن جهازنا يعمل بشكل كثيف لتقييم المعلومات وخطورتها، ونحن الآن نقوم بعمل استخباراتي لجمع المزيد حول هؤلاء بالتعاون مع الأجهزة الداخلية والدولية. ونتخذ من جهة ثانية كافة الإجراءات".

وفي الوقت ذاته الذي تتعامل فيه الجهات الأمنية مع تلك المعلومات بجدية، تطالب المواطنين بالتعاون في ما يتعلق بأية "تحركات مشبوهة في الشارع، وضرورة التواصل الفوري مع الشرطة في هذا المجال"

وبالرغم من أن التهديدات ضد السويد ليست جديدة، وخصوصاً بعد الكشف عن علاقة "سويدية بتفجيرات فرنسا وبلجيكا" من خلال أسماء متعددة، أهمها أسامة كريم، الذي يحمل جنسيتها، إلا أن السويد "تتخذ المزيد من الاحتياطات الأمنية"، وفق ما قال مصدر مسؤول في تلك الأجهزة المختصة بمحاربة الإرهاب. 

وذكرت صحيفة "إكسبرسن" أن "وفداً أمنياً غادر، أمس الإثنين، على عجل إلى بغداد، للاطلاع على مزيد من المعلومات حول هؤلاء الأشخاص المفترضين".

وبحسب ما قال مدير مركز الأبحاث الوطني للدفاع والمتخصص في شؤون الإرهاب، ماونوس رانستورب، فإن المرحلة الآن "تتطلب التأكد بشكل دقيق بشأن المعلومات لتحديد القدرات والأهداف التي يجب حمايتها. تحديد الأهداف المدنية المستهدفة هو أهم عمل يجب القيام به"، مضيفاً أن "الانتشار في بيئات محددة، والتحدث مع سكان تلك المناطق مهم جداً، إضافة إلى جمع معلومات داخلية وخارجية حول هؤلاء الأشخاص المحتملين".

ويُرجع خبراء في الجهاز الاستخباراتي وباحثون أمنيون التكتم الذي تنهجه الأجهزة الأمنية السويدية في مثل هذه الحالات إلى "عدم إعطاء فرصة لهؤلاء الأشخاص للاطلاع على ما تملكه الأجهزة من معلومات، وفي الوقت ذاته إظهار السيطرة على الأوضاع أمام الجمهور".

وعلى الرغم من أن السويد رفعت، في خريف العام الماضي، درجة التأهب إلى المرحلة الرابعة ( الخامسة هي الأعلى)، إلا أنها بانتظار ما ستسفر عنه المعلومات القادمة من بغداد لدراسة درجة التأهب.

وعلى الرغم من كل تلك التحذيرات، فقد نقلت القناة الرسمية السويدية svt، ظهر اليوم، معلومات تضفي المزيد من الارتباك على المشهد. فرغم التأهب في المطارات، بدون إعلام الجمهور، إلا أن القناة نقلت "معلومات ليست أكيدة"، مقدمة من الجانب العراقي.

من جهته، لم يشأ وزير الداخلية السويدي، أندرس اوغمان، الدخول في تفاصيل التهديد الأمني، وفق القناة الرسمية، ونُقل عن سكرتيره قوله إن "كل المعلومات المتعلقة بالتهديد يرجع إليها لجهاز الاستخبارات سابو".