السنوار: مسيرات العودة استنزفت قدرات الاحتلال الإسرائيلي

09 مايو 2018
السنوار أكد استمرار المسيرات (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، أنّ مسيرات العودة أعادت القضية الفلسطينية إلى طاولة العالم بأسره، من خلال ما حققته خلال الأسابيع الماضية، مؤكداً استمرارها حتى تحقق المطلوب منها، ومشدداً على دورها في استنزاف قدرات الاحتلال.

وقال السنوار، اليوم الأربعاء، في لقاء جمعه مع الشباب في غزة، إلى جانب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان، إن "البعض ظنّ، بحصاره لغزة وتجويعها، أن الشباب سيتصرف من أمعائه ولن يتصرف من عقله الوطني وسينقلب على مشروعه الوطني".

وأضاف القيادي البارز في حركة حماس أن هؤلاء اعتقدوا أن الشباب سيخرجون مطالبين بالقضاء على مشروع المقاومة والتخلص من كل شيء مرتبط به كالأنفاق والصواريخ، مستدركاً أن الشباب يمتلك الوعي الكافي وأثبت أن الرهان عليه يصنع النصر.

ولفت إلى أنه، قبيل انطلاقة مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار الماضي وبعدها، جاء العديد من الوسطاء للحديث عن الوجهة التي تسير فيها غزة، مضيفاً أنهم أبلغوهم بوجود نمر مفترس تم تجوعيه ومحاولة جعله في قفص وسيفتك بكل من حاصره وبكل من ضيق عليه.



وشدد السنوار على أن حركته وفصائل المقاومة لن تقوم بإعادة هذا النمر (يرمز إلى قطاع غزة) إلى القفص مجدداً وستسير معه بالحد الأدنى، إن لم تكن أمامه، مؤكداً استمرار فعاليات مسيرات العودة وصولاً نحو كسر وإنهاء الحصار وتوفير الحياة الكريمة لأهالي القطاع.

وخاطب قائد حركة حماس بغزة الشباب والجماهير الفلسطيني بأن ما جرى من مسيرات العودة لم تكن موجة غضب أو ثورة جياع ومحاصرين بل هي ثورة جماهيرية كما في الثورات والانتفاضات الماضية، معتبراً أنه في كل مرة يتدخل الشباب والشابات والجماهير تتم إعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية.



وبيّن السنوار أن بعضهم يسوّق بأن العالم مزدحم وأن الحروب في المنطقة وحالة الاقتتال والمشاكل الاقتصادية والسياسية الموجودة لن تبقي للقضية الفلسطينية متسعاً، لافتاً إلى أن هؤلاء حاولوا تقديم تنازلات وروّجوا بأن إسرائيل دولة ليست "غاصبة"، وأرادوا وضع إيران بدلاً منها.

وأوضح أن مسيرات العودة استنزفت قدرات الاحتلال العسكرية والأمنية، وهي لم تطلق طلقة واحدة أو قنبلة واحدة ولم تمارس ممارسات عسكرية في هذه المرحلة، مؤكداً أنه لا بد من الاستمرار في المحافظة على هذا الخيار حتى يستنفد نفسه.

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جميل عليان إن مسيرة العودة خطوة في الاتجاه الصحيح، وهي نتيجة جهد كبير امتدّ لأيام وساعات حتى وصل إلى الموعد المحدد له للانطلاق نهاية مارس/ آذار الماضي.




وأضاف عليان، في كلمته خلال اللقاء، أن هذه المسيرة منذ اللحظة الأولى كانت تدرك أهدافها وتعرف أصدقاءها وأعداءها، ولم تكن نحو هدف تكتيكي هنا أو هناك، بل كانت هدفاً استراتيجياً لإعادة الاعتبار إلى القضية وإلى هذا الشعب الثائر والمنكوب، وهي نتاج عملة وحدوي فلسطيني ولم تكن حدثاً عرضياً.

وأكد عليان أن هذه المسيرات خطوة متقدمة ضمن خطوات المقاومة الفلسطينية ولم تكن بديلاً للعمل العسكري وهي جزء مكمل لحالة التوازن التي خلقها الشعب الفلسطيني ومقاومته، مبيّناً أن هذه المسيرات كسرت قواعد الاشتباك، من خلال الوصول إلى الأراضي المحتلة القريبة من القطاع التي لم يكن أحد يستطيع الوصول إليها قبل هذه المسيرات.



وأشار إلى أن هذه المسيرات حفظت وأعادت الاعتبار إلى الرواية الفلسطينية وأبقت الإجابة عن السؤال الفلسطيني بشأن ملكية أراضيه واضحة، بأن فلسطين ملك للشعب الفلسطيني فقط ولن يجري تقاسمها مع أحد، داعياً أهالي القدس المحتلة إلى الانتفاض في وجه الاحتلال مع اقتراب 14 مايو/ أيار الذي من المقرّر أن يجرى فيه نقل السفارة الأميركية رسمياً إليها بدلاً من تل أبيب.

إلى ذلك قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر إن هناك مؤامرة كبيرة تستهدف القضية الفلسطينية بدأت بصفقة القرن وبدأت ترجمات هذه الصفقة بإعلان نقل السفارة الأميركية إلى القدس وكذلك محاولات تصفية قضية اللاجئين.




وذكر مزهر في كلمته أن كل المؤامرات التي حكيت ضد الشعب الفلسطيني هدفت إلى إخضاعه، ومن أجل أن يقوم الشباب بالبحث عن حلول خاصة وفردية بعيداً عن قضيته، كالبحث عن الهجرة وغيرها، معتبراً أن رد الشباب كان قوياً من خلال مسيرات العودة.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية أن مسيرات العودة بتواصلها للجمعة السابعة على التوالي من دون توقف أدّت إلى إرباك الاحتلال الإسرائيلي، وساهمت في إعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية وأنعشت الذاكرة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين على موعد تاريخي في 14 مايو/ أيار من أجل أن يثبتوا للعالم أنهم شعب يستحق الحياة.

ولفت إلى محاولات المجتمع الدولي من أجل البدء في مفاوضات ومحاولات لكيفية وقف مسيرات العودة عبر تقديم حلول من هنا أو هناك، مشدداً على أنه لا يمكن القبول بوقف مسيرات العودة حتى كسر الحصار عن القطاع الذي أريد من خلاله تطويع الشعب وكسر إرادة المقاومة.