وقال يوسي كوبرفسكر، القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إنّ ممثلي "اليسار المتطرف" في الحزب الديمقراطي الذين تمثلهم بشكل خاص ثلة من النواب الذين انتخبوا في آخر انتخابات فرعية لمجلس النواب، يوظفون القيم الليبرالية في تسويغ تبني خطاب "متطرف ومعادٍ للسامية".
وفي مقال نشره موقع "زمان يسرائيل"، اليوم الأربعاء، رأى كوبرفسكر أنّ ممثلي "اليسار المتطرف" في الحزب الديمقراطي يعمدون بوضوح إلى "شيطنة إسرائيل ونزع الشرعية عن حقها في الوجود".
وانتقد التيار المؤيد لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، مدعياً أنّ هذا التيار ينطلق من افتراض مفاده أنّ "جناح اليسار المتطرف كبير وقوي، لدرجة أنه لا ينبغي التجرؤ على توجيه انتقادات إليه بسبب مواقفه المعادية لإسرائيل".
ولفت إلى أنّ مؤيدي إسرائيل في الحزب يغضّون الطرف عن "افتراءات" الجناح المتطرف ضدها، وضمن هؤلاء أشخاص معروفون بدعمهم القوي لتل أبيب، ما عزز دافعية "اليسار" إلى تطوير حملته على إسرائيل، والقيام بمزيد من الخطوات ضد مصالحها.
ورأى أنّ ما يدلّ على تعاظم "جرأة" اليسار المتطرف على تبني مواقف معادية لإسرائيل حقيقة أنّ السيناتور إليزابيث وورن التي تتنافس على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية، قد تعهدت بتقليص الدعم العسكري لإسرائيل بسبب مواصلتها الأنشطة الاستيطانية، إلى جانب تقديم ممثلين عن الحزب مشروع قانون يدعو إلى معاقبة إسرائيل بسبب مسّها بحقوق الأطفال الفلسطينيين.
ولفت إلى أنّ الاستقطاب الأميركي الداخلي بعد صعود الرئيس دونالد ترامب "أسهم كثيراً في تقليص قدرة مؤيدي إسرائيل في الحزب الديمقراطي على إظهار مواقفهم"، مشيراً إلى أنّ "العداء لترامب داخل أروقة الحزب الديمقراطي كبير، لدرجة أنّ جمهور الحزب غير مستعد لإبداء تعاطف مع مواقفه الرئيس حتى عندما يتعلق الأمر بإسرائيل".
وأشار إلى أنه بات من الصعب جداً ضمان جعل دعم إسرائيل في إطار محور الإجماع الحزبي داخل الولايات المتحدة، كما كانت عليه الأمور في السابق.
ورأى أنّ ما عزز هذه التوجهات داخل الحزب الديمقراطي "حقيقة أنّ الكثير من أقطاب الحزب من الجناحين ينظرون بعداء شديد إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب علاقته الخاصة بترامب، وبسبب اتهامهم له بالمسؤولية عن تعطيل فرص تسوية الصراع مع الفلسطينيين، إلى جانب دوره في تأزيم العلاقة مع اليهود الأميركيين، الذين يؤيد معظمهم الحزب الديمقراطي".
وادعى أنّ قادة "اليسار المتطرف" في الحزب الديمقراطي يعمدون إلى توظيف قيم الليبرالية في بناء خطاب لإدانة إسرائيل من خلال تكرار مقولة أنّ إسرائيل تقوم على التفرقة العنصرية، وأنّها في طريقها إلى خسارة هويتها اليهودية، إلى جانب الإشارة إلى تعذيب الأطفال الفلسطينيين في السجون ومراكز التوقيف.
ودعا كوبرفسكر إسرائيل والجناح المؤيد لها داخل الحزب الديمقراطي إلى مواجهة "الرياح التي تهبّ من جناح اليسار المتطرف".