"الشعبية" تعتبر المبادرة الفرنسية استجابة للاحتلال.. و"فتح": نصراً لعباس

04 يونيو 2016
المبادرة الفرنسية للسلام لا تحظى بإجماع فلسطيني (Getty)
+ الخط -



تباينت ردود الفعل الفلسطينية من المبادرة الفرنسية للسلام؛ ففي الوقت الذي اعتبرتها حركة "فتح" "نجاحاً لإعادة القضية الفلسطينية لسلم برنامج العمل الدولي"، أعلن عدد من الفصائل الفلسطينية رفضه للمبادرة، وفي مقدمتها حركة "حماس"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و"الجهاد الإسلامي".

وقالت حركة "فتح"، اليوم السبت، إن "القيادة نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى سلم برنامج العمل الدولي مجددا، من خلال مؤتمر باريس". وأعرب المتحدث باسم حركة "فتح" في أوروبا جمال نزال، في تصريح له، عن ثقة "فتح" بأن المعطيات العالمية في المرحلة التالية، ستلائم التوجهات الفلسطينية على صعيد المرجعيات والآليات المرغوبة فلسطينياً.


واعتبر نزال مؤتمر باريس، "نصراً حظيت به فلسطين بعد جهود من الرئيس محمود عباس مدعوماً من القيادة ودول العالم، لأجل إعادة فلسطين لسلم الاهتمام العالمي، بعد أن تصدّرت قضايا أخرى متعلقة بتبعات الحروب والفوضى المنتشرة في منطقتنا، وأزمات عالمية أخرى، أجندة الدول الكبيرة".


وقال إن "مصلحة إسرائيل في انتشار الفوضى الأمنية في منطقتنا العربية منذ 2011، تهميش القضية الفلسطينية وإشغال دول العالم الكبيرة بقضايا يريد الاحتلال جعل حلها أكثر إلحاحا من بحث الموضوع الفلسطيني، الذي يخشى بحثه عالميا".


وحول موقف حركة "حماس" وأطراف أخرى من مؤتمر باريس، استهجنت حركة "فتح" ما اعتبرته تطابقاً في مواقف بعض الأطراف الفلسطينية مع طروحات الحكومة الإسرائيلية الرافضة لمؤتمر باريس.
وحذر نزال من التقاء مصالح أطراف من هذه الفئة مع مصالح الاحتلال في تهميش القضية الفلسطينية واختزالها بملف أمني كما تريد إسرائيل أو ملف إنساني كما تريد "حماس"، على حدّ زعمه.


في المقابل، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، إن "فرنسا تحاول لعب دور سياسي في المنطقة، عبر إعادة صياغة مبادرتها بما يستجيب للشروط الإسرائيلية والأميركية".


ولفتت الشعبية في بيان لها بمناسبة "الذكرى 49 لنكسة فلسطين"، إلى أن مبادرة فرنسا تقوم على تجاوز مرجعية قرارات الشرعية الدولية، وتدعو للاعتراف بيهودية الدولة، وشطب حق العودة، وشرعنة الاستيطان، وتدعو لاعتبار القدس عاصمة مشتركة.



في حين أشارت الجبهة الشعبية إلى أنه سعيا وراء استرضاء الجانب الإسرائيلي وإقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقبول المبادرة، وجّهت الحكومة الفرنسية بلسان رئيس وزرائها دعوة علنية للعرب للاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية"، وتراجعت بشكل ذليل عن تصويتها في منظمة "اليونسكو" ووعدت بتصويب هذا الخطأ، مثلما تراجعت عن المطالبة بتحديد جدول زمني للمفاوضات، وعن وعدها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فشل المبادرة.


وفي السياق، رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الترحيب الفلسطيني الرسمي بالمبادرة الفرنسية التي تنتقص من الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، والذي من شأنه أن يشجع نتنياهو وحكومته على مزيد من التعنت، وبالتالي تركيز الضغوط على الجانبين الفلسطيني والعربي اللذين لا يمتلكان أي من عوامل القوة الكفيلة بإجبار حكومة نتنياهو على تقديم التنازلات، بفعل حالة التمزق والانقسام والتبعية والتخلي عن خيار المقاومة.


ونوهت إلى أن ذلك سيؤدي إلى اختزال المبادرة في الاعتراف بـ"يهودية الدولة"، وتوفير الغطاء للعودة لطاولة المفاوضات الثنائية بمرجعية "اتفاق أوسلو"، وفقا للشروط الإسرائيلية، وتهيئة المناخات لحل إقليمي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.


ودعت الجبهة القيادة المتنفذة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى "وقف التساوق مع الحالة العربية المستسلمة وإلى إعلان رفضها الصريح للمبادرة الفرنسية، أو أية مبادرات أخرى تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، وتدعو للعودة إلى مربع المفاوضات الثنائية مع الاحتلال، وبالتالي الالتزام بالثوابت الوطنية وببرنامج الإجماع الوطني وبمقررات المجلس المركزي الأخير.

ويوم أمس، أكدت الفصائل مجتمعة، وهي حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان مشترك، على رفضها للمبادرة الفرنسية "ولكل التحركات التي تهدف للعودة للمفاوضات العبثية التي كانت سبباً في زيادة الاستيطان ووفرت الغطاء لتهويد القدس والمخاطر التي تهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية".