ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" وصحيفة "معاريف" أن قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منعوا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اتخاذ قرار فوري بضم غور الأردن، كما عارضوا تهديده بشن حرب على غزة وكشفه عن موقع نووي إيراني سري.
وفي تقرير بثته الليلة الماضية، أشارت "كان" إلى أن نتنياهو أبلغ في محادثة "فيديو كونفرنس" قادة المؤسسة الأمنية، وعلى رأسهم رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" نداف أرغمان قراره بضم منطقة غور الأردن فورا، وذلك قبل عشر دقائق من موعد تنظيم المؤتمر الصحافي الذي كان يفترض أن يتم فيه الإعلان عن القرار.
وأشارت القناة إلى أن كلا من كوخافي وأرغمان ردا بغضب شديد على نتنياهو بسبب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن هذه الخطوة.
من ناحيته، قال معلق الشؤون السياسية والأمنية في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت إن محادثة نتنياهو مع قادة الأجهزة الأمنية تحولت إلى جولة صراخ امتدت إلى أكثر من ساعة، مشيرا إلى أن طابع التوتر الذي ساد خلال النقاش غير مسبوق منذ أن تولى نتنياهو الحكم.
وأشار كاسبيت إلى أن قادة الأمن لفتوا نظر نتنياهو إلى أن الإعلان عن ضم غور الأردن يمكن أن يترتب عليه تداعيات إستراتيجية بالغة الخطورة، ويمكن أن تدفع الأردن إلى اتخاذ خطوات تصعيدية ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن كلا من كوخافي وأرغمان حذرا من أن خطوة الضم ستؤثر على استقرار نظام الحكم الأردني بشكل يمكن أن يفضي إلى تغيير البيئة الإستراتيجية بشكل جذري.
وأضاف كاسبيت أن قادة الأمن استهجنوا أن يتجه نتنياهو لاتخاذ القرار بدون أن يتمكن الجيش والمخابرات من إعداد مخطط لمواجهة التداعيات الأمنية التي يمكن أن تنجم عنه.
وحسب المعلق الإسرائيلي، فقد أجبر قادة الأمن نتنياهو على التراجع عن قراره بالإعلان الفوري عن ضم غور الأردن، حيث اكتفى خلال المؤتمر بالتعهد بالضم في حال شكل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
وكشفت المراسلة العسكرية لقناة "كان" غيلي كوهين أن مسؤولين كبارا في جهاز الموساد عارضوا إقدام نتنياهو على عقد المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه عن وجود مفاعل نووي إيراني سري تم تدميره بعد أن أدركت طهران أنه قد تم اكتشاف أمره.
وأشارت كوهين إلى أن مسؤولي الموساد حذروا من أن الخطوة قد تضر بقدرة الجهاز على جمع المعلومات الاستخبارية عن إيران مستقبلا.
وفي سياق آخر، قالت كرميلا منشيه، المعلقة العسكرية في قناة "كان" إن قادة الجيش الإسرائيلي عارضوا تأكيد نتنياهو أن إسرائيل في طريقها لشن حرب على حركة حماس في قطاع غزة.
وأشارت منشيه إلى أن الانطباع السائد لدى القيادات العسكرية والأمنية أن نتنياهو أدلى بهذا التصريح ردا على الحرج الذي عصف به بعدما اضطر إلى قطع خطابه أمام أنصار حزب الليكود في "أسدود" بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة صوب المدينة المحتلة.
ونقلت عن قيادات عسكرية إسرائيلية قولها إن نتنياهو يعي تماما أن هناك تحديات أكثر جدية تواجه إسرائيل في الجبهة الشمالية، مما يستدعي العمل على عدم الإسهام في جعل حدث تكتيكي يمثله إطلاق الصواريخ من غزة إلى تحول إستراتيجي يقود إلى اندلاع حرب شاملة.
وقال عدد من المعلقين إن نتنياهو يهدف من إطلاق التهديدات تجاه غزة إلى محاولات تحسين مكانته الداخلية عشية الانتخابات الإسرائيلية المصيرية.
إلى ذلك ذكر موقع صحيفة "هارتس" اليوم أن كلا من ألمانيا، فرنسا،إيطاليا، أسبانيا وبريطانيا احتجت على تعهدات نتنياهو بضم غور الأردن، لافتة إلى أن ممثلي تلك الدول حذروا إسرائيل من أن خطوة من هذا القبيل تمثل تجاوزا خطيرا للقانون الدولي.