علام.. باحث تفقده الجالية العربية في إيطاليا

05 يوليو 2015
المجتمع الإيطالي حيوي ومتعدد(Getty)
+ الخط -
توفي عالم الاجتماع والأديب والباحث في العلوم الإسلامية الإيطالي من أصول جزائرية خالد فؤاد علام في أحد فنادق العاصمة الإيطالية روما عن عمر ناهز الستين على خلفية إصابته بوعكة صحية أدت إلى وفاته، علام الذي ولد في مدينة تلمسان الجزائرية في أيلول من عام 1955 تم دفنه في المقبرة العثمانية في مدينة تريستي الإيطالية في 17 من شهر يونيو/ حزيران بحضور عدد كبير من أفراد الجالية العربية والإسلامية في أوروبا.
يعتبر البرفسور علام واحدا من أهم باحثي علم الاجتماع السياسي في جامعة تريستي وقد عين مدرساً فيها منذ عام 1994، ولعب دورا سياسيا من خلال ترشحه عن حزب تحالف يسار الوسط في عام 2006 لانتخابات مجلس النواب.
وفي اتصال مع إمام مدينة تريستي الدكتور نادر العقاد، قال إن وفاة البرفسور علام تعتبر خسارة للجالية العربية والإسلامية في عموم أوروبا، وكذلك خسارة للدولة الإيطالية، فعلام كان عالم اجتماع أغنى المكتبة الايطالية بعدد كبير من الكتابات والبحوث في حقل علم الاجتماع السياسي، وكذلك الفكر الإسلامي والعربي المعاصر، وأضاف الدكتور العقاد أن البرفسور علام كان أيضا إعلاميا صاحب قلم حر دافع عن قضايا المواطن الإيطالي، وكذلك عن قضايا الأمة العربية والإسلامية.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربي كان له دور كبير في التنظير لتلك الثورات التي وجد فيها طريق الخلاص من الأنظمة الديكتاتورية وخطوة قد تكون شاقة ومرهقة لشعوب المنطقة، لكن ستحمل التغير المرجو، ففي نيسان من عام 2013 وفي مقهى في مدينة تورينو الإيطالية قدم كتابه الشهير (20 سنة في تونس والقاهرة: قراءة في الثورات العربية) وحاول البرفسور علام أن يقدم مقارنة بين الحركات الغربية التي قادت الاحتجاجات في ستينيات القرن الماضي، وبين الأجيال الشابة، أبطال الثورات العربية.
تجدر الإشارة إلى أن آخر إنتاجاته المعرفية حمل عنوان "الجهادي في البيت المجاور" والذي حاول فيه البرفسور علام أن يفكك داعش ويبين مخاطره الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التصدي لهذا الفكر الخارج عن البيئة العربية والإسلامية.
وعن تأثيره على الغرب أوضح البرفسور علام أن داعش هو من قام بسد الفراغ الحاصل بعد انهيار جدار برلين من حيث أن العمل على خلق أيديولوجية جديدة، تعوض التهديد السوفييتي القديم الضروري للمجتمعات الرأسمالية.
رحل البرفسور علام بهدوء، وقد نال سنة 2007 جائزة مجلس الشيوخ الإيطالي عن روايته "عزلة الغرب"، وهو يعتبر واحدا من أبرز الكتاب والباحثين العرب في إيطاليا من خلال غزارة إنتاجاته وتنوع موضوعاته. ترك خلفه أفكاره وكتاباته التي كانت وما زالت محل نقاش وجدال، وبرحيله خسرت الجالية العربية والإسلامية قامة كبيرة كان لها دور بارز في الدفاع عن قضايا الأمة داخل المؤسسات الأكاديمية في أوروبا.
دلالات
المساهمون