هذه قصة الكوميدي مو عامر مع إريك ترامب

27 مارس 2017
الكوميدي الفلسطيني مو عامر مع إيريك ترامب (تويتر)
+ الخط -

كان الكوميدي الفلسطيني مو عامر (محمد عامر)، في طريقه من نيويورك إلى غلاسكو في اسكتلندا، عندما قالت له إحدى الموظفات في المطار، قبل الصعود إلى الطائرة، إنه تم ترقية تذكرته لدرجة رجال الأعمال.

استغرب محمد ذلك، آخذاً بعين الاعتبار التعقيدات التي تواجهه عادة عندما يسافر من المطارات الأميركية عامة ونيويورك خاصة، بسبب اسمه وأصوله والتشديدات الأمنية منذ أحداث 11 أيلول. لكن دهشته الحقيقية كانت عندما وصل إلى مقعده ليجد إيريك ترامب، ابن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاره في المقعد.


يقول مو في السكيتش الكوميدي الذي يقدمه عن الواقعة، إنه متأكد من أن تلك الموظفة كانت من مؤيدي هيلاري كلينتون المعادين لسياسات ترامب، وأنها اختارته بسبب اسمه لكي يجلس إلى جانب ابن الرئيس الأميركي المعروف بسياساته المعادية للمهاجرين عموماً والعرب والمسلمين خاصة.


الكوميدي الشاب والمغمور كان معروفاً قبل هذه الحادثة في أوساط المتابعين للكوميديين العرب الأميركان، حيث إن عددا لا بأس به منهم حقق نجاحات في الـ"ستاند أب كوميدي"، لكن تلك النجاحات تبقى محصورة في أوساط الأقليات في الغالب ونادرا ما تتم استضافتهم في برامج ساخرة معروفة كالـ"تونايت شو".

إلا أن تلك الحادثة وتوظيفه لها بصورة جيدة، بدءاً بتحيته لإيريك ترامب ممازحا وساخرا "السلام عليك يا أخي"، حيث سرعان ما تأكد أنه ابنه لأن الأخير كان يلبس قميصاً كتب عليه اسمه! ومن ثم حديثه معه عن الهجرة والقوانين التي كان والده ينوي سنها ضد المهاجرين والمسلمين، والسخرية حولها على تويتر، هذه الحادثة كانت ستمر بسرعة لو لم يتمكن مو من توظيفها بشكل بارع.


ولد الكوميدي مو عامر لوالدين فلسطينيين عاشا في الكويت إلى أن أصبح في التاسعة واضطرت العائلة لمغادرتها بعد الغزو العراقي. غادر مو عامر مع عائلته إلى تكساس في الولايات المتحدة لتبدأ من هناك رحلة جديدة لم تخل من الكثير من المفارقات، من بينها وضعه في مدرسة لتعليم الإنكليزية كلغة ثانية، مع أنه كان قد درس في مدرسة خاصة عندما كان يعيش في الكويت، وأتقن الإنكليزية، إلا أنهم لم يفهموا لهجته البريطانية.
يتناول مو تلك المواضيع بسخرية ناهيك عن موهبته في التمثيل التي يستخدمها بشكل قوي في الـ"سكيتشات" التي يؤديها.

وعلى الرغم من نجاحه على الصعيد المهني، قبل هذه الحادثة، لكنها أعطته دفعة قوية لتحقيق شهرة وتثبيت قدميه في أوساط أميركية واسعة ليس من السهل على شخص من أصول فلسطينية الوصول إليها والنجاح فيها، حيث إن الكثير من سكيتشاته، خاصة في السنوات الأخيرة، تتحدث عن حياته قبل الحصول على الجنسية الأميركية، وتنقله بوثيقة لاجئ فلسطيني إلى أكثر من أربعين دولة وقيامه بعروض هناك.

يقول مو في إحدى مداخلاته الكوميدية، إن "هذا هو الزمن الأفضل للكوميديا في الولايات المتحدة وللكوميديين العرب والمسلمين خاصة"، فما أن يذهب إلى أي مكان "وأقول اسمي مو، أي محمد، حتى يهتف الجمهور متحمسا ومهتما".


المساهمون