تعقيدات ورواسب في قراءة الدول العربية لمهاجريها

19 يونيو 2017
+ الخط -

بقدر ما تجد الجاليات المصرية، المنتشرة في عدد كبير من الدول الغربية، وبالطبع في غيرها، أمام تحديات عدة فإنها تتحد على حالة الحنين إلى "أم الدنيا"، وأيضا، كغيرها من جاليات العرب، التي سنتطرق إليها في الأعداد القادمة عبر مراسلي "العربي الجديد"، تعاني من انعكاسات على روابطها.

ففي حين يعاني فيه جل المغتربين العرب، باستثناءات، من تعقيدات العلاقة الرسمية، سواء بسفاراتهم، أو بما استحدثته الأنظمة السياسة من وزارات "مغتربين"، يظل هاجس الانقسام، فوق تلك النظرة إليهم كـ"بقرة حلوب" أو "دجاجة تبيض ذهباً"، بتحويلاتهم وإجازاتهم في مروحة الاقتصاد الوطني. للأسف لم يُنأَ بهؤلاء عما أفسدته مؤثرات سياسات المركز (الأوطان) على الأطراف. فبضعف الأول يضعف الثاني، وتُشتت قواه، ويدخل في جدال ما كان يجب أن يغرق فيه هؤلاء، بما يحمله ذلك من سلبيات على الأجيال الجديدة التي تكبر في ظل كل المعمعة المتكررة.

الخطير الذي يتحدث به، أناس عاديون ومثقفون، من الجالية المصرية، ما حملته السنوات الأربع الماضية من انقسامات ملحوظة في فيينا وبرلين وباريس وكوبنهاغن وأثينا. حالة يجتمع فيها الأمني، ترهيبا لتكميم الأفواه على بعد آلاف الكيلومترات، بإسقاط الانقسام على مجتمعات المهاجر. والأخيرة من الخطورة حيث يصبح الفرز والانقسام، لا الاختلاف في الرأي، هو الطبيعي وليس الشاذ في علاقات أبناء الوطن الواحد في المهجر، هماً وشوقاً.
المساهمون