لم تجد الدولة سبيلاً الى إخماد ثورة طلاب الجامعات المصرية الرافضين للانقلاب العسكري إلا وسلكته، بالنار تارة أو بالقضبان تارة أخرى، وأخيراً قررت جامعة الأزهر غير عابئة بمعاناة الطلاب المغتربين، إغلاق المدن الجامعية خلال الاسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعني معاناة 30 ألف طالب في البحث عن مقر للإقامة خلال مدة الإغلاق أو السفر إلى محافظاتهم.
"إدارة الجامعة قراراتها في صالح النظام وليس الطلاب" انتقاد وجهه محمد عاطف، القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، مشيراً إلى أن قرار إغلاق المدن الجامعية استمرار لسلسلة من القرارات التي تتخذها إدارة الجامعة ضد مصلحة الطلاب كقرار تأجيل بدء الدراسة وتقديم موعد الامتحانات، ودخول الشرطة الحرم الجامعي، الذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابين داخل الحرم الجامعي، مضيفاً: كلها قرارات تصب في صالح الانقلاب.
وأوضح عاطف، أن كل كليات الجامعة لم تنته من امتحاناتها، مشيراً إلى أن الامتحانات ستستمر حتى يوم 18 يونيو/حزيران المقبل، بينما ستمتد امتحانات كلية الطب حتى شهر يوليو/تموز المقبل. مضيفا: إخلاء المدن الجامعية لجامعة الأزهر لا يقتصر فقط على فرع القاهرة ولكن الجامعة قررت إخلاء جميع الفروع على مستوى الجمهورية وعددها 24 مدينة تضم ما يقرب من 30 ألف طالب.
وقال عاطف: إن القرار له تأثير سلبي جداً على طلاب المدن الجامعية، وخصوصاً أنه يتزامن والامتحانات، وسيؤدي الى تشتيت جهد وانتباه الطلاب، مشيراً الى أن هناك طلاباً من المحافظات النائية كسيناء ومطروح والوادى الجديد والصعيد، سيحملون أعباء السفر ومصاريفه فضلاً عن الحالة المادية المتعثرة لأغلب طلاب المدن الجامعية.
من جهته أوضح الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر لـ"العربي الجديد" مدة الإخلاء: إخلاء المدينة الجامعية جاء تنفيذاً لقرار مجلس جامعة الأزهر بإغلاق المدينة بدءاً من اليوم الخميس 22 مايو/أيار وحتى 30 مايو"، معللاً اتخاذ القرار تفادياً لأعمال العنف والشغب التي من المتوقع أن يقوم بعض الطلاب بها خلال فترة الانتخابات الرئاسية.
محمد الشابوري، الطالب في الفرقة الرابعة كلية التجارة في جامعة الأزهر وأحد ساكني المدينة الجامعية للأزهر في مدينة نصر، يقول: ما يزيد عن 14 ألف طالب في المدينة الجامعية في مدينة نصر، لن يجدوا مكاناً يبيتون فيه وسيضطرون للسفر الى بلادهم عقب كل امتحان، والعودة مرة أخرى ،مشيرا إلى وجود تخوفات من استمرار إغلاق المدينة الجامعية لأجل غير مسمى، مما سيهدد مستقبل الطلاب الذين لن يجد كثير منهم أماكن المبيت وسيضطرون الى السفر عقب الامتحانات والعودة مرة أخرى
وكشف الشابوري، أن الطلاب كانوا ينوون عدم تنفيذ قرار إخلاء المدينة الا أن حادث مقتل جنود الشرطة أمام المدينة الجامعية تسبب فى تغير موقف الطلبة واضطروا الى الاستجابة للقرار. واصفاً القرار بأنه استمرار لما يعاني منه طلاب جامعة الأزهر الذين يتعرضون للاعتداءات أثناء أدائهم الامتحانات وللاعتقالات أثناء خروجهم من الامتحانات.
جامعة عين شمس هي الأخرى كغيرها من الجامعات اتخذت قرار إغلاق مدينتها الجامعية خلال أسبوع انتخابات الرئاسة، محمود جمال الطالب بالفرقة الثالثة في كلية الهندسة جامعة عين شمس قال: إن قرار غلق المدينة الجامعية يعطل الطلاب عن التركيز فى موادهم خصوصاً أنه تزامن وفترة الامتحانات، مشيراً الى أن هناك طلاباً يسكنون معه فى المدينة الجامعية من محافظات نائية سيستغرقون يومين للسفر ذهاباً وإياباً، وهو ما سيؤثر عليهم سلباً خلال أيام الامتحانات.
وأوضح جمال، الذى يسكن فى إحدى قرى محافظة المنوفية، أن الطلاب لم يعتادوا السفر خلال فترة الامتحانات لأنهم تعودوا المذاكرة في المدينة الجامعية، واضطرارهم الى السفر سينعكس سلباً على أدائهم فى الامتحانات، إضافة الى تضييع وقتهم ومجهودهم في السفر، مشيراً الى أن بعض الطلاب سيعودون الى المدينة فى الليلة السابقة لامتحاناتهم وهو أمر سيء.
أضاف أحمد سلطان، الطالب في الفرقة الثانية في كلية الهندسة جامعة حلوان، أن الكلية ضغطت المنهج الدراسي للفصل الدراسي الثاني، لتأجيل بدء الدراسة وتقديم موعد الامتحانات، ثم تغلق إدارة الجامعة حالياً المدينة الجامعية خلال فترة الامتحانات التى نحتاج فيها الى الاستقرار والتركيز.