"طقوس ظل" لـ هاني دلة: الواقع في رماديته

12 فبراير 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تتنوّع اهتمامات الفنان العراقي المقيم في الأردن، هاني دلة(1969)، في موضوعاته وتقنياته، ومنها الرسم على الورق المصنوع من شجرة النخيل بشكل يدوي، كما أن النخلة نفسها شكّلت مفردة تتكرّر في عدد من أعماله، حيث يركّز على جذعها الذي يرمز إلى دلالات مختلفة وتمثّل حال العراقي الذي تعرَض مثلها إلى الظلم والقهر على نحو مسكون بحسّ فجائعي.

قدّم دلة بورتريهات عديدة لوجوه نساء من الريف العراقي ضمن حالات متعدّدة، كأعمال الزراعة التي تشير إلى الولادة والخصب والارتباط بالأرض واستمرار الحياة، حيث يظهرن مجتمعات أو فرادى بلا ملامح، وصناعة الخبز التي تختزل برأيه مراحل من حياة الفلاحة وجمالياتها.

إلى جانب اشتغاله على ذاكرته الأولى التي تشكّلت حول الفرات وسهوله الترابية التي تحيط بها صحراء شاسعة، لذلك تسلّلت ألوانها إلى لوحته أو نسيج مجتمعه هناك، وقارب أيضاً مفهوم الجدار، بدءاً من الجدران البابلية وحتى اليوم، مستفيداً من دراسته صيانة وترميم الأعمال الفنية والآثار في "أكاديمية الفنون الجميلة" ببولندا.

من المعرضحتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل معرضه "طقوس ظل" الذي افتتح في غاليري "دار المشرق" بعمّان في الرابع منه، ويضمّ جانباً من أعماله الجديدة التي تتخذ من المرأة ثيمةً رئيسية فيها، ويبدو حضور اللون الرمادي مركزياً في معظمها، والتي يستخدم في تنفيدها الألوان المائية.

يشير دلة في تقديمه المعرض إلى أن "الظل هو أقرب الى الصفة الإنسانية والفطرة من قواعد وقيود الواقع التي فُرضت وأبعدتنا عن الحقيقة؛ فالتصوّف الفكري هو مثال لما نستمد منه في هذا الموضوع الذي أقدّمه في هذه التجربة. ويتيح لنا باستنتاج لظلنا طقوساً نستطيع تخيلها بشرط أن لا تكون 'وهماً' يبعدنا عن الواقع الذي لا بدّ أن يكون جزءاً من هذا الظل".

يُذكر أن دلة وُلد في مدينة هيت غرب العراق، وحاز شهادة دبلوم من "معهد الفنون الجميلة" في بغداد عام 1990. أقام اثني عشر معرضاً شخصياً في عدّة بلدان حول العالم منها اليابان وبولندا والأردن والعراق ولبنان.

المساهمون