حمار "نصر الدين" بالفرنسية

26 سبتمبر 2015
من الكتاب (رسم: ريبيكا دوتريمر)
+ الخط -

"كيف نتجاوز المستهزئين ونزداد ثقة وحكمة في الحياة" هذا هو السؤال/ عنوان اللقاء الأدبي الذي يقام مساء اليوم في "النادي الثقافي الفرنسي" في مدينة سوسة التونسية، حيث تقدّم الكاتبة الفرنسية أوليد فولرس عملهما "نصر الدين" المستلهم من التراث العربي، للأطفال "ومن ورائهم آبائهم المرافقين لهم".

يقوم عمل فولرس على شخصية طفل عربي يدعى نصر الدين، يتساءل "لماذا يجد نفسه عرضة للانتقاد برغم اجتهاده لترضية جميع من حوله؟". يحمل نصر الدين هذا السؤال إلى عالم الكبار، حيث ينتقل من إجابات مُعلّميه ومن يوصفون بالحكماء من الشيوخ، وصولاً إلى والده الذي يدعوه إلى إجراء تجربة.

بقية القصة نجدها في الكثير من كتب الطرائف العربية، حيث يأتي الأب بحمار ويدعو ابنه أن يذهبا في جولة في السوق؛ يركب الإبن ويظل الأب مترجّلاً، فيسخر منهم البعض قائلين: "ألا تستحي أيها الطفل، تركب وتترك والدك الشيخ يترجّل؟".

في اليوم الثاني، يقرّر الوالد أن يعكس التجربة، حيث يخرج للسوق راكباً الحمار فيما يترجل ابنه، فيسمعان من يقول: "هذا الأب قاسي القلب، يركب الحمار ويترك ابنه الصغير ماشياً".

حين يعودان للبيت، يقول نصر الدين لوالده: "ما الذي يمنعنا من الركوب معاً كي نتقي هذا الاستهزاء؟". يضحك الأب ويدعوه للتجربة. حين يظهران في السوق، يقول البع: "مسكين هذا الحمار، ألا يرحمانه، يكادان يقتلانه وهما راكبان عليه معاً".

يرى نصر الدين أن ينزلا كلاهما ويترجّلان، ولكن يعترضهما في الطريق من يقول ساخراً "انظروا لهذين الغبيّين، لديهما حمار ويسيران على الأقدام".

تعتبر فولرس (1938) واحدة من أبرز كتاب الأطفال في فرنسا، وهي تتمتع بمرجعيات قلما تجمّعت لدى من يتصدّى للكتابة في هذا المجال، فقد درست العلوم السياسية والفلسفة، ثم اشتغلت في السينما، قبل أن تقرّر تكريس تجربتها لكتابة روايات الأطفال دون سن العاشرة.

يمثّل التاريخ المادة الرئيسية التي تعتمد عليها فولرس، وقد تميّزت بانفتاح على الأزمنة والجغرافيات، حيث أن عمل "نصر الدين" ليس خروجاً عن مألوف أعمالها فقد كتبت من قبل أعمالاً كانت مصر أو العراق إطارها المكاني.

المساهمون