عبد الوهاب محجوب: رحيل صاحب "امتداد الذاكرة"

09 يناير 2020
(عبد الوهاب محجوب)
+ الخط -

اهتم أستاذ علم النفس الاجتماعي والباحث التونسي عبد الوهاب محجوب (1953 - 2020)، الذي رحل أمس الأربعاء، بمقاربة الشأن العام والاشتباك مع قضايا وظواهر راهنة تغيب في مجال درْسها الأدبيات والبحوث السابقة، خاصةً في إطلالاته المتعدّدة بعد الاحتجاجات الشعبية في بلاده عام 2011.

في مقابلة له نُشرت سنة 2015، أشار إلى أنَّ الوضع النفسي للتونسيّين باختلاف مستوياتهم المعيشية كان جيداً بشكل عام، ثم بدأ الانحدار بعد عدّة أشهر من اندلاع الثورة، وكلما تحسّن في محطّات معينة مثل الانتخابات أو تشكيل حكومة جديدة بصورة تذكّر ببداياتها، عاد لينحدر مجدّداً على نحو يثير مخاوف متعدّدة.

كما أوضح أنه خلافاً لنظريات علم النفس التي تقول بتأثّر الناس الذين يتفاعلون مع الاضطرابات الاجتماعية والحروب عن بعد أكثر من الذين ينخرطون فيها، فإن التونسي المقيم في الخارج عبّر عن إيجابية أكثر في التعامل مع المجريات التي ولّدت يأساً وغضباً لدى المواطنين داخل تونس.

سعى في كتابه "السلوك العدواني" إلى "نمذجة" المرجعيات التحليلية التي استند إليها في بلورة استنتاجاته، والتمييز بين السلوك العدواني الاندفاعي وبين السلوك العدواني الأداتي المخطّط له والمدروس مسبقاً لتحقيق غايات انتفاعية، منبّهاً إلى أنَّه قصر اهتمامه على الصنف الأول بالتركيز على تأثير المقاييس والمعايير المجتمعية وعلى أهمية المركز الاجتماعي ودوره.

وُلد الراحل في مدينة طُبربة (محافظة منوبة)، ودرّس في كلّ من "جامعة المنار" و"جامعة 9 أفريل" في تونس العاصمة، ووضع العديد من البحوث والدراسات في مجال علم النفس وعلم النفس الاجتماعي، كما أسّس وترأّس "جمعية المحافظة على مدينة طُبربة" والتي تُعنى بالمحافظة على التراث وتثمينه.

من بين إصدارات محجوب كتاب "امتداد الذاكرة"، وكذلك مقاربة نفسية اجتماعية عن "تأثير صدمات الحرب على الأطفال والمراهقين الفلسطينيين"، إلى جانب العديد من المتابعات والمداخلات التي كان يقدّمها في الندوات أو عبر وسائل الإعلام في البحث وراء العديد من الحوادث السياسية والاجتماعية مثل مقاطعة الانتخابات، ومستقبل المؤسسة، ودور المجتمع المدني، وتدهور قيمة العمل والإنتاجية.

المساهمون