المرأة في العليّة: كتابات من منظور نسوي

29 مارس 2020
بيكاسو/ إسبانيا
+ الخط -

في روايتها "جين آير" تقوم الكاتبة البريطانية شارلوت برونتي بابتكار شخصية امرأة مجنونة يجري حبسها في العليّة، ويكاد وجودها أن لا يكون معلوماً لأحد سوى لزوجها والخادمة، فبالنسبة إلى العالم اختفت لأنها فقدت عقلها، إلى أن تأتي الشخصية الأساسية جين وتكتشف وجودها من جديد.

الناقدتان الأميركيتان ساندرا جلبير وسوزان جوبار، قامتا عام 1979 باستعارة صورة هذه المرأة في كتابهما النقدي النسوي "المرأة المجنونة في العلية: المرأة الكاتبة والخيال الأدبي في القرن التاسع عشر" بهدف قراءة ودراسة صورة المرأة كشخصية في الأدب ثم كيف أدارت المرأة الكاتبة في العصر الفيكتوري هذه الصورة.

ويعدّ هذا الكتاب اليوم من كلاسيكيات النقد النسوي للأدب.، وتعيد "جامعة يال" الأميركية إصداره في طبعة جديدة ظهرت مؤخراً ضمن منشوراتها، وهو العمل الذي لطالما وصف بأن النظرة إلى الأدب الذي تكتبه المرأة قد اختلفت بعده.

الكتاب يتكوّن من اثني عشر فصلاً مواضيعها تتناول الشاعرية النسوية، وصور المرأة واستعارة الأبوة الأدبية، وقلق التأليف، والمخيلة النسوية عند جين أوستين، والجنس والجندر، وقصص عن أغلفة الروايات، والشعر البطريركي، وأعمال شارلوت وإميلي برونتي، وحوار الذات والروح وغيرها من المواضيع والثيمات.

يقف العمل الذي يتجاوز السبعمئة صفحة أيضاً عند كتابات جورج إليوت، وماري شيلي، وإليزابيث باريت براونينغ، وكريستينا روزيتي، وأشعار إميلي ديكنسون.

الفرضية التي عالجتها المؤلفتان مفادها أن الكاتبات من القرن التاسع عشر حصرت شخصياتهن النسائية، فهي إمّا أن تجسّد "الملاك" أو "الوحش".

وهذا الصراع ينبع من ميول الكتّاب الذكور تصنيف الشخصيات النسائية على أنها إما امرأة نقية أو ملائكية أو امرأة مجنونة متمردة، بحسب جيلبرت وجوبار، وتدور فصول الكتاب في مناقشة هذه الفرضية.

المساهمون