"التقاط الماضي": إيران بين زمنين

07 نوفمبر 2019
(أحد أعمال المصورة الإيرانية شادي غديريان)
+ الخط -

يعود جزء أساسي من الاهتمام الغربي بالثقافة الإيرانية إلى الانقلاب في المفاهيم والسياسات التي عاشها مجتمع شهد فترة من الانفتاح والتحرر خاصة في الفنون والموسيقى في تاريخه الحديث قبل عام 1979، مع صعود نظام الثورة الإسلامية الذي حمل توجهات دينية محافظة.

ولا يغيب عن ذلك بالطبع تصوّرات ذات صلة بجمال الشرق وغرائبيته، والذي تعكسه الآثار الإسلامية والساسانية، وفن المنسوجات والسجاد والمنمنمات التي تثير المخيلة الغربية، إلى جانب حضور التصوّف في طقوس وفلسفة وقصائد لا تزال نقطة جذب دائمة.

"التقاط الماضي - التاريخ الإيراني في التصوير المعاصر" عنوان المعرض الذي افتتح عند العاشرة من صباح اليوم الخميس في "متحف بيرغامون" في برلين، ويتواصل حتى السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، ويضمّ صوراً فوتوغرافية تستعيد أثر العديد من المحطات التاريخية في الحياة المعاصرة.

يعكس المعرض "التطورات السياسية والاجتماعية الحالية وتحديد عناصر الماضي في الوقت الحاضر على نحو نقدي، من خلال استكشاف أربعة فنانين مصورين وُلدوا في إيران ولديهم تجاربهم الشخصية المختلفة حول ماضيهم بصيغتيه الفردية والجمعية"، بحسب المنظّمين.

يشارك في المعرض الفنانون شادي غديريان (1974)، وترانه همامي (1960)، ونجف شكري (1980)، وعرمان ستيبانيان (1956)، الذين يقاربون في أعمالهم كيفية تشكّل هوياتهم الاجتماعية والثقافية والوطنية، من خلال استحضار صريح لوظيفة خلق الهوية في الماضي من وجهات نظر متعددة.

ترصد غديريان في أعمالها ثنائية الاندماج والنفور بين الحداثة والتقاليد لدى النساء في إيران، وتركّز أيضاً على التناقضات التي تتولّد في الحياة اليومية، ومنها كيف صوّر الرجال الحرب بمعزل عن النساء من خلال العديد من الصور القاسية التي التقطها لطهران في تسعينيات القرن الماضي، وكيف تغيّرت صورة المرأة ورمزيتها في الثقافة الإيرانية عبر حقب مختلفة.

وتقدّم همامي أعمالاً مفاهمية تبحث عن التأويلات المتعدّدة لعدد من الأشياء مثل سجادة صوف مقطعة أو ستائر الخرز أو الملصقات الحكومية أو الكتب المحظورة، في محاولة لفهم علاقة الناس بها وكيفية تذكّرهم لها في المهجر.

أمّا شكري، فاستفاد من خلفيته ككاتب مسرحي وممثل في تقديم أعماله، لذلك اهتم بتصوير الشوارع من خلال نافذة الحافلات، والتركيز على حوادث أو حركات غير مألوفة بين العابر أو المتجوّل في المكان، بينما يذهب ستيبانيان في معظم صوره إلى تقسيمها بين عنصر ينتمي إلى اللحظة المعاصر وخلفية تشير إلى الماضي.

المساهمون