تبدو العلاقة بين الفنون المعاصرة والمتغيّرات السياسية والاقتصادية والبيئية وثيقة ضمن مستويات متعدّدة، حيث استخدم الفن كأداة احتجاج وتحريض ضد الدكتاتوريات ورفضاً للسياسات الرأسمالية المتوحّشة والتلوّث وغيرها من القضايا والظواهر، ووسيلةً لتطوير الوعي والذائقة معاً، ووثيقةً بصرية تسجّل التحولات الجارية في قطاعات مختلفة.
"الجغرافيا السياسية للفن" عنوان سلسلة من الموائد المستديرة التي ينظّمها ابتداءً من الواحدة من بعد ظهر اليوم الخميس أعضاء من "مدرسة 42" في باريس، بإشراف الناشط والفنان كلينت.
يشير بيان الفعالية إلى أنه لا يمكن لعالم الفن أن يتجاهل حقبة طوارئ دخل فيها العالم على أصعدة سياسية ومناخية واقتصادية، عبر مناقشة كيفية تأثر الفن بالوقع الجيوسياسي الجديد، وهي مسألة تُطرح على الفنانين ومالكي صالات العرض والقائمين على تنسيق المعارض.
تُعقد حلقة النقاش الأولى تحت عنوان "تاريخ فن عالمي أم أوروبي؟" وتبحث إمكانية كتابة تاريخ للفن المشترك، وكيفية إعادة كتابة التاريخ بطريقة عادلة وشاملة، وكيف يمكن المصالحة بين ما هو أنثربولوجي وما هو جمالي رغم صعوبة التوفيق بينهما في الظاهر.
أما الجلسة الثانية، فتُنظّم تحت عنوان "عودة التراث الأفريقي إلى أفريقيا"، وتناقش موضوع تبنّي سياسة لإعادة الممتلكات الثقافية من البلدان التي كانت مستعمَرة سابقاً وكيف يمكن تطبيقها بطريقة عادلة دون إضعاف المؤسسات التي تحفظ بها، في ضوء التقرير الذي تمّ إعداده بتكليف من الرئيس الفرنسي أواخر عام 2018، وخلص إلى ضرورة تغيير التشريعات من أجل إعادة آلاف الأعمال الفنية الأفريقية التي جرى الاستحواذ عليها خلال حقبة الاستعمار والموجودة في المتاحف الفرنسية إلى الدول التي تطالب بها، وسيتحدّث خلالها كلير تشستانير من دائرة المتاحف الفرنسية، والفنان التشكيلي غوبال دانيوغو من ساحل العاج.
كما تناقش بقية الجلسات قضايا مثل: "الهامش، المعارضة، عملية تأسيس إشكالي" وتتناول الممارسات الفنية الهامشية وتعريفها وكيفية تعميمها وتسويقها ضمن ثلاثة محاور: المؤسسات والفنانون وسوق الفن، و"المستقبل الأخضر لسوق الفن.. كيف نتفاعل؟" وتتطرّق إلى سلوك ممثّلي الفن المعاصر من فنانين وصالات عرص ومؤسسات ونقّاد تجاه قضايا البيئة والتنمية المستدامة وكيفية تفاعلهم معها.