المغرب في وداع فاطمة

30 نوفمبر 2015
(خلال مراسم تسلّمها جائزة "أستورياس" الإسبانية، تصوير: ميغيل ريوبا)
+ الخط -

شُيّعت عصر اليوم جنازة الباحثة الاجتماعية المغربية فاطمة المرنيسي، في مقبرة سيدي مسعود في الرباط. برحيل صاحبة "شهرزاد ترحل إلى الغرب"، يفقد علم الاجتماع المغربي في ظرف وجيز أحد أهم وجوهه، بعد محمد جسوس وعبد الكبير الخطيبي.

سارع "اتحاد كُتّاب المغرب" إلى نعي المرنيسي معتبراً في بيان، وصل "العربي الجديد" نسخة منه، أن "المغرب خسر بموت المرنيسي أحد رموزه الفكرية الكبيرة" بعد أن "أضاءت بحضورها الكثير من مربّعات العتمة في مجتمعنا المغربي والعربي، بأبحاثها ومؤلفاتها ودراساتها العلمية والمعرفية".

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول الكاتب مصطفى لغتيري "إن الراحلة تنتمي بامتياز إلى شجرة النبوغ المغربي، وتميزت في مسارها الثقافي والنضالي الطويل بإثارة الانتباه إلى كثير من القضايا الشائكة، خصوصاً تلك التي تكبّل العقلية العربية، وتدفعها إلى الحجر على حق المرأة في الاستقلالية والحرية".

يضيف لغتيري بأن "المرنيسي تركت أثراً يستحق الاهتمام، ولعل أهم درس قدّمته لنا، هو أن المرأة المغربية، والعربية عموماً، بإمكانها أن تُبدع إذا اتسمت بالإرادة الحرة، بعيداً عن صورة المرأة/ الحريم المكبلة بثقل التقاليد وعنجهية الرجل".

يُجمع من عاشروا المرنيسي بأنها لم تجلس في برجها العاجي، بل كانت تنزل بمعرفتها إلى الميدان، وتلتصق بالناس والمجتمع البسيط، ومنه كانت تنهل معارفها وأطروحاتها في التأليف والدفاع عن قضايا المرأة خصوصاً.

يُشار إلى أن صاحبة "سلطانات منسيات" كانت قد حصلت في أيار/ مايو 2003 على جائزة "أمير أستورياس للأدب" في إسبانيا، مناصفة مع سوزان سونتاغ، كما حازت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 على جائزة "إراسموس" الهولندية، مع المفكر السوري صادق جلال العظم، والإيراني عبد الكريم سوروش.


اقرأ أيضاً: بشرى ويزغن.. مغامرة أخرى لشيخات العيطة

المساهمون