"مجلة 28": الثقافة وشبابها

06 مارس 2016
(من مشروع "عيون من غزة" للمصوّر الألماني فولك ليمان)
+ الخط -

قدّمت "مجلة 28" الثقافية، مؤخراً، حفلاً موسيقياً غنائياً على خشبة مسرح "المسحال" في مدينة غزة، بالتعاون مع "مركز الكمنجاتي" في رام الله، وفرقة "وتر باند" الغزيّة، في إطار رؤيتها التي تسعى من خلال تنظيم الأحداث الثقافية إلى نقلها من الكتابة إلى الواقع.

عكَس الحفل تفاعلاً وتعطشاً كبيرين من الجمهور الغزّي، الذي يفتقد مثل هذه الفعاليات على مدار السنوات السابقة، ولفت إلى نجاح المجلة في تلمّس حاجيات الجمهور في المدينة، خصوصاً فئة الشباب منهم.

"مجلة 28" هي المجلة الأدبية الفنية الوحيدة التي تصدر في قطاع غزة، وتقوم على إدارتها مجموعة من الشعراء والكتّاب والفنانين الشباب، يسعون إلى تقديم الكتابة الجديدة في مجالات الشعر والقصة والرواية والفنون البصرية والموسيقية والتشكيلية، بصورة جديدة تبدأ من المضمون ولا تنتهي عند شكل المجلة وتصميمها وطريقة طباعتها.

يقوم على إدارة المجلة الشاعر محمود الشاعر، ويرأس تحريرها الشاعر رائد شنيورة، ويشارك في التحرير مجموعة من الشبّان المبدعين في فلسطين والوطن العربي، لكنها توزع في قطاع غزة فقط.

تواجه "مجلة 28"، كأي مشروع ثقافي في غزّة، عقبات في الصدور، فهي غير منتظمة بفعل الواقع المادي الصعب وعدم توفّر تمويل لها، فقد أصدرت المجلة منذ إطلاقها عام 2014 خمسة أعداد فقط، قدّمت خلالها العديد من الأسماء على صعيد الشعر وكتابة المقال الموسيقي والتشكيلي، وتفاعل معها المجتمع الغزّي الثقافي وكتب افتتاحياتها شعراء وكتّاب مكرّسون، ثمّنوا فيها الجهد والمحاولة المستميتة لإبقاء منبر للكتّاب الجدد.

حفل "ربيع غزة" الأخير الذي أقامته المجلة قبل أيام، هو واحد من سلسة فعاليات متنوّعة ستنفّذها لتنشيط المشهد الثقافي في القطاع، بهدف خلق علاقة تفاعلية بين الفنون والأدب، وكسر حالة الجمود على الصعيد الموسيقي، وتقديم رؤية مغايرة للتراث الغنائي الفلسطيني، خصوصاً أن المغنين والموسيقيين المشاركين هم من فئة الشباب التي تحاول المجلة التنبيه إلى أصواتها.

يتجّه القائمون على "مجلة 28" إلى إصدارها إلكترونياً، نتيجة لعقبات الطباعة الورقية المالية والجهد المطلوب لتوزيعها، ولإيصالها إلى أكبر عدد من المتلقين، وتوفير مساحة نشر أوسع من حيث النص والجغرافيا.

من جهة أخرى، يشعر فريق عمل المجلة بقطيعة أو عدم اكتراث المؤسسات الثقافية الموجودة بواقع الشباب الإبداعي، لذا ترسّخت لديهم قناعة بالعمل على إنضاج مشروعهم الثقافي والعمل عليه، ومحاولة التواصل وبناء الجسور بين الأجيال المختلفة في غزة وخارجها.


اقرأ أيضاً: سمية السوسي: الجلوس على حافة غزة

المساهمون