يعرف التراث التونسي الصوفي سيرة الولية الصالحة أم الزين الجمالية، التي تشفّعت لأهالي مدينة "جمال" عند الباي بعد أن ناصروا خصومه في معركة، فأصبحت ذات مكانة لديهم بعد أن استقرت في المدينة وظهرت لها 21 كرامة وفقاً لما يتناقل الرواة عن المرأة التي أصبحت حكايتها أسطورة من صميم التراث التونسي.
صارت أم الزين الجمالية التي عاشت في القرن الثامن عشر، موضوعاً للشعر الغنائي الصوفي الشعبي، وبات ضريحها مزاراً لمن يريد التبرك بها وفقاً للعادات الشائعة، ومن أشهر الأغنيات تلك التي مطلعها "على باب دارك نصبوا الخيام"، والتي أدتها أصوات نسائية قديمة وحديثة ومعاصرة.
ومن أقدم من غناها حبيبة مسيكة (1903 - 1930) ولويزة التونسية (1905 - 1966)، وترددت على هذه الأغنية أجيال فأعادت تأديتها في السنوات القليلة الماضية الفنانات آية دغنوج ونبيهة كراولي وأمل مثلوثي، كما قُدّمت الأغنية التي استأثرت بها الأصوات النسائية لعقود بأصوات ذكورية منها فوزي بن قمرة وزياد غرسة.
حول أسطورة "أم الزين" وأصوات التراث التونسية النسائية الساحلية تقيم الفنانتان أريج حنيطي وجود التميمي محاضرة أدائية في "دارة الفنون" في عمّان، عند السادسة والنصف من مساء غدٍ السبت.
تستحضر حنيطي والتميمي الطقس والتراث الصوتي للساحل التونسي في عرض تلتحمُ فيه أصواتٌ نسوية من الماضي والحاضر والمستقبل بأسطورة "أم الزين" الجمّالية، وفقاً لبيان الدارة.
الفعالية جزء من "المختبر" الذي تنظمه الدارة سنوياً، بهدف توفير مساحة للمبدعين من كافة المجالات (فنّانين، قيمين، معماريين، مؤدّين، صنّاع أفلام ومصمّمين) للتجريب وتطوير ممارساتهم الخاصّة، وتطوير أفكار جديدة.
يُذكر أن نسخة جديدة من "المختبر" تنطلق العام المقبل، وينتهي تقديم الطلبات للمشاركة فيها مع نهاية الشهر الجاري، حيث تركز الدورة المقبلة على المشاريع التي تتفاعل مع المجتمع وتروّج للحوار المجتمعي وتعمل على تطوير الخطاب النّقدي.