تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- ما يشغلني يفوق طاقة استيعابي. أشعر وكأنني وسط حلبة ينْصبُّ عليها القصف الهمجي من كلّ الجهات. هكذا أتلقى فظاعة تلو الفظاعة، مأساة تلو المأساة، خيبة تلو الخيبة. رغم ذلك، وهذا هو العجيب في الأمر، غريزة الحياة عندي تبقى هي هي، قوية بشكل جنوني، منفتحة على آت غير منتظر يعيد إليَّ طعم الأمل.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
- آخر عمل صدر لي عنوانه "إضاءات صغيرة"، جمّعتُ فيه مختارات من كتاباتي حول الأدب والفن والمسألة الثقافية. والعمل الآتي ديوان شعر جديد بعنوان "الأمل، عنْوةً".
■ هل أنت راض عن نتاجك ولماذا؟
- مع إنتاجي، أمارس الشك المنهجي، على غرار ما أمارسه اتجاه كافة الأعمال البشرية.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لكي نخرج من ضيق السؤال إلى سعة الرؤيا جوابي هو: ربما أن أكون امرأة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنا لا أريد تغييراً أو تغييرات فحسب، بل تحوّلاً في الوجهة، في المسار. لكن، ما الفائدة في التبجّح بالأحلام؟ أفضل أن أستمر بعناد في تغيير نفسي.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- سبارتاكوس لأحذّره من قوة ومَكْرِ روما.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الصديق هو العزيز جداً صخر فرزات، الرسام السوري الذي غادرنا منذ أعوام. لقد عشت معه تلك العلاقة التي تكتشف فيها أعماق إنسانيتك.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- معذرة، لا أستطيع هنا الحديث عن كتاب أو كتب بالذات. أنا قارئ شره، ألتهم من 3 إلى 5 كتب خلال أسبوع واحد. ليس هناك حقل أدبي أو معرفي في العالم لم أطل عليه. الكِتاب هو ملْجئي الآمن و"خيمتي الأخيرة".
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أنا هاوي موسيقات متعددة. إنما، في هذه الأيام، لا أدري لماذا سَيْطَر عليّ أحد ألحان محمد عبد الوهاب (الذي بالمناسبة أعتبره عبقرياً)، وهو مطلع أغنيته "الكاس بين إيدايا، والشوق بين عينايا، وانتا فين عيونك يا حبيبي". لقد تجذّر هذا اللحن في ذهني فصرت أردده عن وعي بل عن غير وعي طيلة النهار.
بطاقة: شاعر مغربي، ولد في مدينة فاس عام 1942، وفيها عاش ودرس مراحله الابتدائية والثانوية، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الرباط، ويلتحق بـ"جامعة محمد الخامس"، ويحصل منها على الإجازة في الأدب الفرنسي عام 1964. في الرباط أيضاً سيعمل مدرّساً للفرنسية، ويطلق مع رفاق له بعد تخرّجه بسنتين مجلة "أنفاس" عام 1966، ثم "جمعية البحث الثقافي" صحبة أبراهام السرفاتي عام 1968، قبل أن يدخل مغامرة في عالم النشر مع "منشورات أطلانط" عام 1969. في عام 1972 سيسجن اللعبي بسبب نشاطه السياسي والثقافي، ويقضي 8 سنوات قبل أن يخرج في تموز/ يوليو 1980، بعد حملة حقوقية دولية قادتها بالأساس زوجته جوسلين اللعبي.
صدر له في الشعر: "سيادة البربرية" (1980)، و"حكاية مصلوبي الأمل السبعة" (1980)، و"مشرق البشرة" (1985)، و"كل التمزّقات" (1990)، و"الشمس تموت" (1992)، و"عناق العالم" (1993)، و"كآبة الدار البيضاء" (1996)، و"مقاطع من سفر تكوين منسي" (1998)، و"قصائد هالكة" (2000)، و"الخريف الموعود" (2003)، و"فاكهة الجسد" (2003)، و"شبيهي العزيز" (2006)، و"محنة حالم معروف" (2008)، و"منطقة اضطرابات" (2012)، و"الفصل الناقص" (2014)، و"مبدأ الريبة" (الصورة، 2016).
وله في الرواية: "العين والليل" (1969)، و"طريق المِحَن" (1982)، و"تجاعيد الأسد" (1989)، و"قاع الخابية" (2002)، هذا إلى جانب أعمال أخرى في المسرح وأدب الطفل واليوميات. ترجم اللعبي أعمالاً لمحمود درويش ومحمد الماغوط وغسان كنفاني وحنا مينة وآخرين إلى الفرنسية، وأنجز فيها أنطولوجيات، من بينها: "الشعر الفلسطيني المعاصر" (1970/طبعة ثانية 2002)، و"أنطولوجيا الشعر المغربي" (2005).