حين منحنا زهرةً كافة الحقوق لتمثلنا

05 أكتوبر 2016
(الشاعر)
+ الخط -

عن سابق إصرار وترصد

أظنّ أنّ كل هذا جرى في اسطنبول
في الأزقّة التي تتعمّد إغفال اسمها
حيث معابر الهروب جميعها مغلقة
حيث الرجال الذين هُجرّوا من ديارهم
كان الحب طفلاً رمى بنفسه على حين غرّة وسط الطريق

وها هي الحياة تنتظرك في مسرح تطل عليه الجموع
فهناك لم يمنحوك مقاييس ولا وحدات ولا أنظمة
ولم يكن هناك رجال ونساء يملكون زمام المقدرات
لا قوارير تجارب ولا ساعات منبهة ولا الإرغونومكس
لكن الكلّ يقظ، وأنا الوحيد الذي يشعر بالنعاس
ألستَ الذي أيُرجئه كل خمس دقائق...

تشعر بالخوف والبرد وقد أسأتَ الفهم
ولكن إساءة فهم الشاعر هي الأكثر أماناً
والأكثر راحة وشيوعاً والأكثر بؤساً
دعنا من ذلك الآن، وضع ثقتك بي قدر المستطاع
سنخسر!
كلا، لم تسئ الفهم هذه المرة.

لا دليل لديّ لكن نظرتِ إلى داخلي دون انقطاع
فتفرّق قلبي دون إثارة أي شغب
ظلت أنفاسكِ تلازمني مهما ابتعدتُ راكضاً
إن لم تكن هذه العذابات عن سابق إصرار فهل هي حقيقة
وحتى إن لم تنتبهي للأمر فأنتِ أجمل فتيات هذه الدنيا
إلا أنّ الحياة لها غاياتها المضمرة
على أي حال، تعالي وضمّي وجهي بين راحتيك
هيا فلتحبّيني، فأنت حرة في اختيار الموضوع.


***

تسرع ولامبالاة

أن أكتب هذه القصيدة لك وحدك، يجرح قلبي
كانتقالِ زهرة عباد الشمس نحو شموس أخرى
لو أنّ هناك من يبقى ليماطل الحياة
لو أنني لا أكتب ولا ترحلين ولا ننهار كلانا

ليت الجاذبية –أكثر القوانين التي نخضع لها– لم تكن موجودة
لكنّنا كنا نلغي المستقبل، خاصة إن كان الطقس جميلا
ونهمل العالم ونتحدث عن أمور بديلة
عن أفضل تجارب الوحدة منذ خمس سنين
حين كانت وجوهنا شعبية تعلوها الحيرة والحب
حيث منحنا زهرةً كافة الحقوق لتمثلنا

من المؤكد أن مثل ذلك الحال كان أفضل لنا جميعاً
بلون بنيّ أكثر قتامة، وأكثر عمقاً
كمن يعترض على حياة باتت تكنّ له العداء
ولبراءة تذكّرنا بالشرق
لكنّ مَن عادوا عن أخطائهم لم يصلوا بعد
فلتصدمني إذاً السرعة المفرطة واللامبالاة
وقطارات الآراء المعاكسة التي هاجرت من فرط ما انتظرت
فالشعراء هم في النهاية الأبناء الضالون للحياة.


Furkan Çalışkan وُلد في أنقرة عام 1983. صدر له ديوانان: "قانون الجنح" في 2009، و"فنون الدفاع" في 2014 عن "منشورات بروفيل".

** ترجمة عن التركية: محمد حقّي صوتشين وملاحت ملا حاجي

المساهمون