في ثمانينيات القرن الماضي، برزت توجّهات جديدة في الفكر المعماري تنزع إلى تحقيق انسجام بين البناء وبيئته، عبر استخدام مواد طبيعية بدل المواد المصنّعة، وتخفيض استعمال الوقود من أجل تقليل التلوّث، وهو ما اصطُلح عليه بـ"العمارة المستدامة" أو "العمارة الخضراء".
قادت هذه التنظيرات إلى وضع مبادئ عامّة تهدف إلى الحفاظ على الطاقة من خلال الاعتماد على الطاقات المتجدّدة؛ مثل الطاقة الشمسية والرياح والمساقط المائية، والتكيّف مع المناخ، ووضع تصميمات تقلّل من استخدام الموارد الجديدة عبر ترشيد كفاءة استخدام الماء وتجميع مياه الأمطار وغيرها.
"العمارة الخضراء: الغسيل الأخضر (Greenwashing) أم مصالحة الإنسان مع بيئته؟" هو عنوان اللقاء الذي ينظّمه "المعهد الفرنسي للشرق الأدنى" و"كلية الفنون الجميلة والعمارة" في "الجامعة اللبنانية" في بيروت عند الخامسة من مساء غدٍ الخميس ضمن سلسلة لقاءات بعنوان "الإيكولوجيا، السياسة وتنظيم الأراضي: هل الطبيعة لاعب سياسي؟".
يوضّح بيان المنظّمين أنه و"مع تغير المناخ، تعيش الهندسة المعمارية أزمة، حيث بدأ إدراك المشتغلين فيها بأنَّ الطريقة التي كان معتمدة، منذ قرن تقريباً، ليست مستدامة، وتستدعي هذه الأزمة إعادة النظر في العمارة، من الناحية المفاهيمية والتقنية، من أجل توفير هياكل أكثر تكاملاً مع بيئاتها الطبيعية، وحساسة للمناخات المحلية وأقل استهلاكاً من حيث الطاقة والمواد. وبعبارة أخرى، الدعوة إلى بناء يعاكس ما تمّ تطويره خلال فترة الخرسانة والنفط".
وييشير أيضاً إلى أنّ "العمارة تعيش أزمة أخلاقية؛ حيث المناطق الحضرية هي المسؤولة عن تدمير النظم الإيكولوجية من خلال نمط البناء الذي يجعل المدن أكثر حرارة بمقدار خمس درجات مئوية عن خارجها، كما أن العمارة مسؤولة عن تدمير الفضاء العام والهياكل الاجتماعية".
تتضمّن الندوة عدّة أوراق، هي: "خارطة الطريق ومبادئ استدامة البيئة المبنية" لـ شادي عطية من "جامعة لييج" في بلجيكا، و"السماء الزرقاء - التخطيط للهندسة المعمارية في بيروت" لـ أرام يرتزيان من "الجامعة الأميركية" في بيروت، و"نحو إطار قانوني للبناء المستدام" للحقوقية كريستينا أبي حيدر، و"الحواجز أمام الريادة في الهندسة المعمارية الخضراء في لبنان" لـ ربى فرح من "جامعة القديس يوسف" اللبنانية.