الراحة
عندما ماتت أُمّي
شعرتُ بارتياح ما،
لأنه لم يعد هناك من يقلق عليّ
ويوقظني إذا نمتُ عن عَشائي
لم يعد هناك من يمسك برأسي
ويتأكّد من تجفّف شعري بعد الحمّام
ولن ينفضني من النعاس صراخ أحد يهرع إليّ،
وأنا أجلس على سور بئر بيتنا أقرأ في كتابي
لن أحتاج مصباحاً حين أخرج ليلاً،
لم تعد تنتظر عودتي تلك الروح التي
كانت تستيقظ من النوم فزعة
من ذكرى جارنا الذي قتلته أفاعي الليل
أنا حُرّ منذ اليوم أبيتُ حيث تنتهي بي الليالي،
ولم يعد لي بيت لا تُطفأ أضواؤه إلا بعد أن أعود إليه
اليوم تحرّرت أمّي
من شعورها الذي كانت تحمله منذ أن حملت بي،
بأنها المسؤولة عن كل شيء يلمّ بي
لم يعد على وجه الأرض أحد يبكي حناناً عليّ
وأخيراً فرغت أُمّي من ولادتي
ولا تفرغ أمّ من وضع وليدها إلا يوم رحيلها.
■ ■ ■
شاشة لمس
أصابعي خشنة،
لكنها لم تشتغل،
مهما ضغطت بها عليها
"أبي، هي شاشة لَمْس!
لا داعي أن تضغط عليها بقوتك،
بل لا تضغط أصلاً، يكفيها مجرّد لمسة،
لمسة خفيفة جداً،
هكذا، انظُرْ أبي كيف ألمسها... "
سارت أنامله فوقها،
مثلما سار المسيح على البحيرة
تفتّحت له كل العوالم على هواه...
هل يأبى العالم أن ينقاد لي،
لأني أفرض عليه قوّتي فوق الكفاية؟
■ ■ ■
نهج غاندي
سهلٌ عليك أن ترسم غاندي
كلّ ما في الأمر أن تخطّ
خطوطاً ثلاثة أو أربعة
وإذا شئت أن تتنكّر بلباسه،
فليس عليك إلّا أن تتجرّد من
ملابسك التي تنكّرت بها
ولكن هناك أشياء،
لن تتخلّص منها
مهما زهدت عنها
ولن تكتمل فيك،
مهما احتويتها
هي التي تُبعدنا عن نهجه بعيداً.
* Kalpatta Narayanan شاعر هندي من مواليد 1952
** ترجمة سهيل عبد الحكيم الوافي