"المخطوط العربي": الأرشيف الفلسطيني تحت الاحتلال

05 ابريل 2018
(من مخطوطات مكتبة المسجد الأقصى)
+ الخط -
رغم انعقاد العديد من الملتقيات خلال السنوات الأخيرة لتشخيص أوضاع المخطوطات في العالم العربي والإسلامي التي تتجاوز ثلاثة ملايين من أجل تحقيقها والحفاظ عليها، إلّا أنه لم يحصل التغيّر المنشود على مستوى قلّة عدد المحققين وضعف مستوى العديد المنهم، وعدم إنشاء قاعدة بيانات دولية تضبط عدد تلك المخطوطات وأماكن تواجدها.

وغير ذلك من الخطوات اللازمة نحو وضع استراتيجية لتحقيق هذه الكنوز وحمايتها نتيجة قرون من الإهمال، أضيف إليها اليوم تدمير مضاعف في البلدان التي تشهد حروباً وصراعات داخلية، كما حدث في إحراق جامعة الموصل منذ أقل من عامين، أو ما تعرّضت له المخطوطات الفلسطينية على يد الاحتلال.

تحت عنوان "القدس.. حين يكون التراث أسيراً"، انطلقت أمس في مقرّ الأمانة لـ"جامعة الدول العربية" في القاهرة فعاليات الدورة السادسة من "يوم المخطوط العربي" في محاولة من أجل "إلقاء الضوء على ما يواجه التراث العربي في فلسطين المحتلّة حيث سعي الاحتلال الإسرائيلي الحثيث إلى تهويد القدس وتزوير التاريخ فيتعمّد طمسه وتدميره تارة، وسرقته والإستيلاء عليه ومسخه وتشويهه تارة أخرى"، بحسب بيان المنظمين.

ولفت مدير "معهد المخطوطة العربية" فيصل الحفيان في حفل الافتتاح إلى أن "في حوزة الأرشيف الوطني الإسرائيلي ما يقارب ثلاثين ألف مخطوط سُلبت بين عامي 1948 و1967"، موضحّاً أن "عدد المخطوطات في فلسطين قبل الاحتلال بلغ حوالي خمسين ألفاً، إلا أن هذا العدد تقلّص اليوم إلى ثمانية آلاف".

يقام على هامش الفعالية معرض بعنوان "فضائل بيت المقدس" يضمَ صوراً لمخطوطات إضافة إلى أعمالٍ حروفية وتشكيلية وصور فوتوغرافية وكتب ومؤلّفات تتناول مدينة القدس، كما تنظّم ورشة بعنوان "صناعة المخطوط وحفطه: أدوات ومواد".

ويعرض فيلمان وثائقيان، الأول يحمل عنوان التظاهرة، ويتطرّق إلى المكتبات والزوايا التي دمّرت في فلسطين بين الحربين العالمية والثانية، وسلب الاحتلال الإسرائيلي لآلاف الوثائق وإنكار وجودها لاحقاً، والثاني بعنوان "معهد المخطوطات العربية: 70 عاماً في خدمة التراث"، ويستعرض الجهود التي بذلت منذ تأسيس المعهد عام 1946.

يكرّم المنظّمون الباحث والمحقق الأردني أحمد العلاونة عن كتابه "ذيل الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين"، ومنحت "شخصية العام التراثية للباحث السعودي عبد العزيز المانع عن جملة أعماله المحققة في الشعر العربية وكان آخرها "على خطى المتنبي" الذي يتتبع رحلة هروب أبو الطيب من مصر إلى الكوفة، وجرى تكريم "مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي" التي يديرها الباحث محمد سليم العوا.

دلالات
المساهمون