"عشاق الفن": ما لم يحصل طارئ أمني

17 اغسطس 2015
(جانب من المعرض)
+ الخط -
تحت شعار عبارة بيكاسو "الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية"، افتتح أمس الأحد، في "قاعة بنغازي للمناسبات"، معرض تشكيلي نظمته "جماعة عشاق الفن"، يشارك فيه قرابة 30 فناناً، معظمهم من الشباب والهواة، ستظلّ أعمالهم معروضة لثلاثة أيّام، ما لم يحصل أي طارئ أمني يمنع ذلك.

تنوعت اللوحات المشاركة بين الحروفية والكولاج والتعبيرية. لكن الرسومات كانت في أغلب موضوعاتها تركّز على البورتريه؛ ربما بسبب ما تفقده المدينة من ملامحها، وملامح سكّانها التي سرقتها الحرب.

كثير من اللوحات المشاركة، استعادت أيضاً مشاهد من بداية "الربيع العربي"، بعيداً عمّا آلت إليه ليبيا الآن، في محاولةٍ منها لإقصاء هذه الحالة الفوضوية التي تمرّ فيها البلاد.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول رئيس اللجنة المنظمة، منصف المنصوري، إنّ إقامة معرض تشكيلي في هذا الوقت بالذات، "هو مغامرة خطرة. فالمدينة تعاني من نقص في القوت اليومي وانقطاع للكهرباء والغاز، إضافة إلى الاشتباكات المسلحة اليومية والقصف العشوائي"، ويضيف: "لكننا رغم هذا، نعمل منذ شهرين كفريق، كي يقام هذا المعرض، رُغم كل تلك الظروف".

بدأت "جماعة عشاق الفن" نشاطها في العالم الافتراضي عبر الفيسبوك، إلّا أنّها استطاعت أن تترجم هذا النشاط الافتراضي، ليغدو واقعياً، إذ سبق لها أن نظمت معرضاً للكتاب، كما أنّها تحضّر لفعاليات أخرى سينمائية وموسيقية، إلى جانب معرض فوتوغرافي.

يقول المنصوري: "يسهّل العالم الافتراضي تواصلنا، فمن خلاله استطعنا الوصول إلى الجمهور، والإعلان عن أنفسنا وما أقمناه من فعاليات، والحضور الذي يشهده المعرض هو نتيجة لعملنا الافتراضي، الذي نسعى دائماً إلى ترجمته على أرض الواقع".

وفعلاً، رغم الظروف السيئة التي تشهدها المدينة، والحزن اليومي الذي تعيشه، إلا أن المعرض شهد إقبالا جيّداً من الجمهور. في حديثها إلى "العربي الجديد"، تقول الفنانة رغدة ماضي، عضو اللجنة المنظمة للمعرض ومشاركة فيه:

"في ظل هذه الظروف، ليس أمامنا إلا الفن نلجأ إليه ونتنفس من خلاله. نظمنا هذا المعرض آملين كي نجتمع على شيء آخر، غير البكاء؛ مؤكّدين أن بنغازي حيّة بثقافتها".

المساهمون