"باستيل داي": أفلام ضدّ "المزاج الوطني"

20 يوليو 2016
(من فيلم "باستيل داي")
+ الخط -

يحدث أن يكون توقيت الصدور هو أهم ما يميّز بعض الأعمال الأدبية والفنية. أحياناً، يبدو التوقيت مناسباً، فيخدم العمل، وأحياناً يحدثُ العكس.

شيءٌ من ذلك ينطبق على "باستيل داي" للمخرج جيمس واتكينس، وهو فيلم حركة من إنتاج أميركي فرنسي بريطاني، تدور أحداثه حول خطّة لتنفيذ تفجيرات في مدينة باريس؛ إذ تزامن خروجه إلى قاعات العرض في الثالث عشر من تمّوز/ يوليو الجاري مع تفجيرات نيس التي حدثت في اليوم التالي.

في الفيلم السينمائي، يحاول ضابطٌ في وكالة الاستخبارات الأميركية (يؤدّي دوره الممثّل إدريس ألبا) منع هجوم يستهدف العاصمة الفرنسية، أثناء احتفالها بـ "الباستيل داي"؛ وهو اليوم الوطني الفرنسي المصادف للرابع عشر من تمّوز/ يوليو من كلّ عام، والذي يستعيد فيه الفرنسيون، منذ 1880، سقوط الملكية واقتحام "سجن الباستيل".

ذلك ما يحدُث في الفيلم، أمّا ما حدث على أرض الواقع، في مصادفةٍ غريبة؛ فهو أن فرنسياً من أصل تونسي قاد، في "يوم الباستيل"، شاحنةً ودهس بها حشداً من المحتفلين في "متنزه البريطانيين" في مدينة نيس، أسفر عن أكثر من ثمانين قتيلاً وعشرات الجرحى.

هكذا، رأت شركة "ستوديو كنال" الفرنسية، الخاصّة بإنتاج وتوزيع الأفلام، أن عرض العمل، في هذه الفترة، لا يتناسب مع "المزاج الوطني"، وأن بعض المشاهد التي يتضمّنها "ربّما تُسيء إلى مشاعر ذوي ضحايا الهجوم"، فطلبت من دور العرض سحبه.

سريعاً، استجابت قاعات السينما الـ 237 المعنية بعرض الفيلم، للطلب، فبدأت بسحب ملصقاته، قبل أن توقف عرضه تماماً، خصوصاً ان العمل حقّق خلال فترة عرضه القصيرة إيرادات ضعيفة.

لكن يبدو أن "الباستيل داي" ليس الفيلم الوحيد الذي يتقاطع مع هجوم نيس؛ إذ أشارت وسائل إعلام فرنسية، أيضاً، إلى الفيلم التشيكي "اسمي أولغا" (2016) للمخرجين بيتر كازدا وتوماس وينرب، الذي يُعرض حالياً في عدد من قاعات السينما الفرنسية. إذ يتناول العمل، المستلهم من أحداث حقيقية جرت في التشيك عام 1973، قصّة امرأة قامت بدهس عددٍ من المشاة. بعض وسائل الإعلام تساءلت عن سبب استمرار عرض الفيلم رغم تقاطعاته مع أحداث نيس، التي "تُعيد ذكريات أليمة" للفرنسين.

المساهمون