"السياقات الإسلامية في أوروبا وأميركا الشمالية": تجديد الأسئلة

01 فبراير 2020
مسجد ريجنت بارك في لندن (Getty)
+ الخط -

لا يمكن القول إن واقع المجتمعات الإسلامية في أوروبا وأميركا وكندا هو ذاته فقط لأن هذه المجتمعات غربية؛ فالأرقام والإحصائيات والدراسات السوسيو-اقتصادية تكشف عن فروقات جوهرية تتعلق بدخل الأسرة المسلمة في كل مجتمع وتوجهاتها في التعليم والدراسة، كما توجد فروقات جوهرية تتعلق بمدى "اندماجها" (وهو مصطلح إشكالي ومضلل بعض الشيء) وخياراتها في التجمع أو الانتشار على مساحة سكنية أكبر، وقدرة أبنائها على الوصول إلى مواقع اجتماعية رفيعة من عدمه، وعلاقة هذه المجتمعات بالبلدان الإسلامية.

ضمن هذا السياق، تقيم جامعة "آغا خان" في لندن، سلسلة محاضرات بعنوان "السياقات الإسلامية في أوروبا وأميركا الشمالية"، تتناول القضايا المتعلقة بالإمكانيات الفكرية والإبداعية في المجتمعات الإسلامية، وتتحدى الروايات التقليدية حول الإسلام في أوروبا وأميركا الشمالية من خلال توفير وجهات نظر جديدة تستند إلى الأبحاث الحديثة.

المحاضرات التي بدأت في سبتمبر/ أيلول الماضي وتناولت الإسلام في الدنمارك، ونيويورك، والدراسات الإسلامية في الجامعات، والأزياء الإسلامية المعاصرة، تتواصل بمحاضرة جديدة عند السادسة من مساء الأربعاء، الخامس من الشهر الجاري، وتتناول "المساجد والتجمعات في الإسلام الأنغلوفوني"، ويلقيها الباحث عبد العظيم محمد، من "مركز دراسات الإسلام"، وينطلق فيها من وجود 200 مسجد في بريطانيا ليتساءل حول أهمية المسجد للمسلمين البريطانيين ودور المجتمع في تأسيسها وصيانتها وتأثيرها على محيطها، مضيئاً بذلك على مسائل قلما تُطرح على مائدة البحث العلمي.

أما الأكاديمية مسعودة بانو، من جامعة أكسفورد، فتناقش في محاضرة بعنوان "آليات تغيير السلطة الإسلامية"، تلقيها خلال مارس/ آذار المقبل، سياسة تدريب أئمة المساجد في بريطانيا بدلاً من التوجه الذي ساد خلال العقود الماضية بتدريب الأئمة خارج البلاد، وإلى أي حد تعكس هذه التوجهات رغبة الشباب في المجتمعات الإسلامية في الاندماج والحفاظ في الوقت نفسه على خصوصيتهم الثقافية.

وتحت عنوان "التعبير عن الإسلام في فضاء إبداعي جديد"، يلقي أستاذ الدراسات الإسلامية في "آغا خان" جوناس أوتربيك محاضرة حول أخلاقيات الإبداع والجماليات في الإسلام، من خلال دراسة أجريت مع عدد من الفنانين في التصوير والموسيقى والأفلام والروايات، وفيها يقدّم فهماً متعمّقاً لكيفية تفاوض الفنانين المعاصرين مع الأفكار الإسلامية وتطويرها.

وأخيراً تناقش جانيت جويي، من جامعة بيتسبرغ، مسألة "الثقافة الإسلامية البريطانية في عصر مكافحة الإرهاب"، حيث تبحث في المشروع الثقافي للمجتمعات الإسلامية، وكيف يمكن توظيف الفن كوسيلة لتمثيل الإسلام بشكل إيجابي في المجتمع السائد.

المساهمون