"ربيع بيروت": ثلاثة عروض فقط

11 يونيو 2019
(من عرض الافتتاح)
+ الخط -

خلال السنوات القليلة الماضية، تأسّست في أكثر من بلد عربي ملتقيات متخصّصة في الفن المعاصر؛ من موسيقى وأداء ورقص ومسرح وصناعة أفلام وفنون بصرية، معظّمها ارتبطت عروضها بمضامين اجتماعية وسياسية تتعلّق بالتغيير والتحوُّلات الجارية.

من بين تلك التظاهرات مهرجان "ربيع بيروت" الذي انطلقت فعاليات دورته الحادية عشرة أول أمس الأحد في العاصمة اللبنانية وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من "مؤسسة سمير قصير" في الذكرى السنوية لاغتيال الصحافي اللبناني (1960 - 2005) الذي تحمل المؤسّسة اسمه.

استبقت مديرة المهرجان، الفنانة رندا أسمر، الافتتاح بتصريحات أشارت فيها إلى قلّة الدعم الذي "سيساهم في تدّني مستوى عروضها وتوقفها نهائياً عن العمل في المستقبل"، داعيةً المؤسّسات الاقتصادية في لبنان إلى تمويل الفن والإبداع.

تتمحور الدورة الحالية حول مفاهيم التلاقي والتنوّع الثقافي، وبخاصّة في مجتمعات تواجه الظلم والنزاعات، وتشارك فيها قرابة ثلاثين فناناً وتقنياً لبنانياً، وتم اختزالها في ثلاثة عروض فقط.

المهرجان الذي تتوزّع عروضه بين عدّة فضاءات؛ هي: "مسرح المدينة" و"مسرح دوّار الشمس" والحمّامات الرومانية، افتتح بعرض "أنا وكسارة البندق" الذي تقوده عازفة البيانو البريطانية ألكساندرا داريسكو، ويجمع بين الموسيقى والباليه والأنيميشن، ضمن مجموعة لوحات راقصة.

أما عرض اليوم الثلاثاء، فيتمثّل في مسرحية "الشقف" للمخرجيْن التونسية سيرين قنون واللبناني الكندي مجدي بو مطر، ويدور العمل حول مهاجرين من عدّة بلدان، من بينها لبنان وتونس وسورية وبنين وكندا، ينقلون تجربتهم من خلال باخرة كانوا يستقلّونها للوصول إلى أوروبا.

أما العرض الثالث، الذي يختتم معه برنامج فعاليات المهرجان ويُعد من أبرزها، فهو "بيروت حبيبة البحر"، ويُقدَّم في موقع الحمّامات الرومانية في بيروت الجمعة المقبل.

يرتكز العمل، الذي اقتُبس عنوانه من وصف دوّنه سمير قصير في كتابه "تاريخ بيروت" (2006)، إلى تقنية بصرية ثلاثية الأبعاد، وهو من إخراج ميلاد طوق بإشراف موسيقي من قبل إيلي براك ومدته قرابة خمسين دقيقة، ويتضمّن مشهدية سينمائية وموسيقية أُعدت خصيصاً لبيروت، حيث يروي تاريخها العمراني فيتفاعل بمشاهده ولوحاته مع موسيقى أوركسترالية تُعزَف مباشرة على خشبة المسرح؛ حيثُ تُؤدّى أغان لبنانية معروفة ومقطوعات رُكّبت عليها أغان جديدة.

المساهمون