بورتريه المعلّم في الأدب الفرنكفوني

23 فبراير 2017
(ألبير كامو، 1943)
+ الخط -

صورة المدرِّس في ثقافة ما قد تكون لها أكثر من دلالة، إذ تعبّر عن تمثّل لتناقل المعرفة بين الأجيال وللعلاقات السلطوية وغيرها من المحاور. يمكن قياس ذلك من خلال ما تنتجه الآداب حول صورة المدرّس. في ثقافتنا العربية مثلاً، يمكن قياس هذا التحوّل من بيت أحمد شوقي الشهير عن المعلّم بصورته اليوم في الروايات.

يعالج مؤتمر "صورة التدريس في الأدب الفرنسي والفرنكفوني" هذه التحوّلات التي تطرأ بين العصور على تمثّل المدرّسين. مؤتمر ينعقد بداية من يوم غد الجمعة ويستمر ثلاثة أيام في "جامعة منوبة" في تونس العاصمة.

يخصّص اليوم الأوّل لأقدم مراحل تشكّل اللغة الفرنسية، ويشارك فيه الباحثان التونسيان زين العابدين بن عيسى وجلال الغربي، إذ يعود الأول إلى ما قبل القرن الخامس عشر، ليبيّن أشكال التعبير عن تقديس المعلّمين، فيما يتحدّث الغربي ضمن نفس المرحلة عن "بورتريه المعلّم الشاعر".

في الجلسة الثانية، تتناول سلوى تقتاق أعمال جان جاك روسو الأدبية، الذي يعتبر من أبرز المنظّرين الكلاسيكيين في علوم التربية، بينما ترصد ابتسام إسكندر بداية ظهور نزعة السخرية من المدرّسين في كتابات معاصره فولتير.

تركّز أوراق اليوم الثاني على القرن التاسع عشر، والذي يُعتبر العصر الذهبي للأدب الفرنسي، فيعالج علي العباسي "شعرية البورتريه الروائي" من خلال أساليب تصوير غوستاف فلوبير للمدرّس في رواية "السيدة بوفاري".

وفي محاضرة مشتركة يتحدّث كلّ من الباحث الفرنسي دافيد ريفيه، والباحثة الروسية ألينا سيرامياتنيكافا عن "نقد التعليم" في روايات القرن التاسع عشر، وخصوصاً أعمال جول فاليس، فيما تتطرّق الفرنسية كيارا سيترون إلى تصوير الأدب لعملية تمرير المعرفة من خلال رواية "الشيء الصغير" لـ ألفونس دوديه.

رغم أن اليوم الأخير مخصّص لكتابات القرن العشرين بشكل عام، والتي يبرز فيها حضور رافد جديد هو ما يعرف بالأدب الفرنكفوني، إلا أنه يمكن ملاحظة هيمنة اسم بعينه هو ألبير كامو على مجمل عناوين المحاضرات، والذي يبدو أنه قد جرى تصنيفه ككاتب فرنكفوني، وليس فرنسياً، فقط بسبب كونه مولوداً في الجزائر وتناولت أعماله البيئة الجزائرية.

الباحث المغربي محمد أولمغني يناقش "الأستاذ أو صورة معوّض الأب" في 'الإنسان الأول' لألبير كامو"، بينما تدرس الباحثة الفرنسية ليندا رازومانانا شخصيات المعلّمين التي ظهرت في روايات كامو، ويعالج الباحث أجي جستن أكا من ساحل العاج "تنويعات مهنة المدرّس في أعمال كامو.

هيمنة كامو ربما تشير إلى خلل عام في التصنيف بين أدبين؛ الفرنسي والفرنكفوني، ربما كان على المنظّمين تخصيص محور لمعالجته ضمن صورة المدرّس في الأدب المكتوب بالفرنسية.

المساهمون