كل ما أحاط به منذ طفولته في السودان يلهمه، يقول الفنان السوداني صلاح المر، لدى حديثه مرة عن مصادر إلهامه: "زغاريد النساء، أغاني في سيارات الأجرة، رسومات ملونة بالطباشير الأبيض على الجدران من أحد المارة".
ويكمل "رسومات غير مكتملة لطفل، امرأة ترتدي ملابس جريئة في الشارع، وامرأة أخرى تسير بخجل، جلباب رجل مطرز بحرفية أو بشكل عشوائي على الأكمام. وحتى تلك الذكريات العالقة في خياله، وحتى عندما قدم السيرك الروسي عروضًا لا تُنسى في الحديقة العامة للسكان المحليين. يأتي كل ذلك وغيره في وجهي أمام قماش أبيض ممدود على الإطار الخشبي".
المر يفتتح معرضًا جديداً بعنوان "احتفالية النهر" عند السابعة من مساء غد، الثلاثاء، في غاليري "المرخية" في الدوحة، بعد أن انتهى معرض آخر له مؤخراً في القاهرة، وفيه تناول عمال القطن في منحوتات من مواد مختلطة.
عن المجموعة الجديدة التي يحافظ فيها على تمثيل البيئة السودانية، ويتواصل عرضها حتى 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يقول الفنان "النهر جوار منزلنا يحتفل كل يوم بقدوم جدي وهو محمل بالخضار والفاكهة من بستانه المروي بماء النهر وجدي الآخر بسلة من بلطي النهر من صيده اليومي انها الحياة".
المعرض يضم هذه الاحتفالات اليومية العادية؛ الرجل يسبح في النهر، وآخر يدون مذكرات وأشعار، وآخر يتأمل ويتغن فن خيال حلول المستقبل، وامرأة تحن على غايب طال غيابه والكون يدور في اقصى دورانه ويرجع ليحتفل معنا بالنهر.
الأعمال تتخذ طابعاً متأثرًا بالرسومات الأيقونية وخطوط المدرستين الساذجة والوحشية، وإلى جانب شخصيات البشر التي يجسدها تحضر الحيوانات بشكل أساسي.