في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والتاريخية والانثروبولوجية وأدب الرحلة والسيرة ومستقبل العمل.
■ ■ ■
ضمن سلسلة "ترجمان" ("المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات")، صدر كتاب "الدولة: نظريات وقضايا"، ترجمة أمين الأيوبي. الكتاب يضمّ دراسات حرّرها بالإنكليزية كولِن هاي ومايكل ليستِر وديفيد مار، وتعرض مقاربات نظرية رئيسية متباينة لدراسة الدولة، إضافةً إلى القضايا البارزة المتنازع عليها في ما يتعلق بالعولمة، والأشكال الجديدة للحكم، والتغيير الحاصل في الحدود ما بين العمومي والخصوصي، علاوة على التغيرات التي طرأت على سلطة الدولة وقدراتها، فضلاً عن تعريفها ومفهومها، والتطورات الأخيرة التي طرأت على نظرية الدولة.
"عالم بلا عمل: التكنولوجيا والأتمتة وكيف يجب أن نستجيب لهما" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن منشورات "ألين لين" للباحث دانيال سوسكيند. يعتبر المؤلّف أن التقدم في الذكاء الاصطناعي يعني أن جميع أنواع الوظائف ستتعرّص بشكل متزايد للخطر، بدءاً من تشخيص الأمراض وليس انتهاءً بصياغة العقود القانونية، ما يعني أن البطالة ستعمّ جميع القطاعات بلا استثناء ويتمّ استبدال العمّال بالآلات، لكنه يجادل بأن العديد من الوظائف الموجودة اليوم لن تختفي تماماً وسيتم إنشاء وظائف جديدة، بما في ذلك الوظائف التي لم نتخيلها بعد.
عن "منشورات المتوسط"، صدرت النسخة العربية من كتاب "ثلاث سنوات ونصف مع ناظم حكمت - في سجن بورصة ومراسلاتهما التي تلتها" للكاتب أورهان كمال، ترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير. يتضمّن الكتاب رؤية الشاعر التركي (1902 - 1963) للشِّعر، والرَّسم الذي كان يُمارسه في السّجن أيضاً، والفن بشكلٍ عام، بالإضافة إلى تناوله للعديد من الجوانب الشّخصية في حياته، بعد أن ألقي القبض عليه أثناء تأديته الخدمة العسكرية عام 1938 بسبب نشاطه السياسي، وعُثر على أحد دواوينه المحظورة حينها في حقيبته، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات.
صدر حديثاً عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" كتاب "جمهورية الآداب في العصر الإسلامي الوسيط، البنية العربية للمعرفة" للكاتب محسن جاسم الموسوي، بترجمة حبيبة حسن. الكتاب دراسة للتراث الأدبي في فترة العصور الوسطى والحديثة الإسلامية. يتحدى من خلالها الكاتب النموذج الذي يعتبر الفترة من سقوط بغداد في عام 1258 إلى انهيار الإمبراطورية العثمانية في عام 1919 كـ"عصر انحطاط" يليه "الصحوة" (النهضة). يرى الموسوي أن ثمة إنتاجا ثقافيا هائلا في تلك الفترة ولم يكن عشوائياً، بل نشأ بسبب حاجة القراء إلى خلاصات وتعليقات.
"تمثلات الشرق في السرد الرحلي الألماني: دراسة تحليلية مقارنة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث المغربي زهير سوكاح عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" و"ارتياد الآفاق"، والحائز على "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" مناصفة في فرع الدراسات. تنطلق هذه الدراسة من فرضيتين أساسيتين؛ أولاهما أن الاستشراق الألماني لم يكن علميّ الطابع بعكس الرأي الرائج، والثانية وجود استمرارية في عصرنا الراهن للفكر الاستشراقي المهيمن في الدول الناطقة باللغة الألمانية حتى في عصر ما اصطلح عليه بـ"ما بعد الكولونيالية".
"من هو جاك دريدا؟" للكاتب ديفيد ميكِكْس، صدر حديثاً عن دار "الرافدين" بترجمة رمضان مهلهل سدخان. الكتاب هو أول سيرة فكرية للفيلسوف الفرنسي، وأول تقييم شامل لحياته الفكرية وتأثيره وجذوره الفلسفية. كما أنها المحاولة الأولى لتحديد أهميته كمنظر للتفكيكية التي كان لها تأثير عميق على الحياة الأكاديمية في العلوم الإنسانية. يعود الكاتب أيضاً إلى جذور دريدا اليهودية وعلاقته بعلم النفس وأهم كتاباته بالنظر إلى أنه كان كاتباً غزير الإنتاج، كما يجادل في ما طرحه منتقدو دريدا ويرصد ما له وما عليه في تاريخ الفلسفة.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كامبريدج" كتاب "تاريخ التدخل الإنساني" للباحث الأكاديمي مارك سواتيك إيفنشتاين، يقدم هذا الكتاب سردًا زمنيًا لتطور النقاش والجدل عبر التاريخ الخاص بـ"التدخل الإنساني" خلال الحروب، ويعود إلى حالات تاريخية كان التدخل الإنساني فيها ضرورياً وأخرى كان ذريعة، فيعود إلى حرب استقلال اليونان عام 1827، إلى حرب الهند وباكستان عام 1971. يأتي الكتاب في عدة فصول منها "ساحات المعارك في تاريخ التدخل الإنساني"، و"تاريخ التدخل الإنساني في القانون الدولي للقرن التاسع عشر"، و"التدخل الإنساني في عصر عصبة الأمم"، و"العالم بعد 1945".
طبعة جديدة من كتاب "المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة" لأستاذ الفلسفة المصري محمد غلاب، صدرت حديثاً عن "الدار الأهلية". يعود المؤلّف إلى عصر النهضة والتيارات الفكرية التي سادت خلاله والتي شكّلت أساساً للتنظيرات الفلسفية التي برزت خلال القرن السابع عشر، ويمثّل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596–1650) نقطة تحوّل رئيسية بين القديم والجديد، ثم ينتقل لدراسة آراء ثلاثة فلاسفة من ذلك العصر، هم: نيكولا مالبرانش (1638-1715) وباروخ سبينوزا (1632-1677) وغوتفريد ليبنتز (1646-1716).
صدر حديثاً عن "دار الساقي" طبعة جديدة من كتاب "المقاومة بالحيلة، كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم" للمفكر السياسي والأنثروبولوجي الأميركي جيمس سكوت، ترجمة إبراهيم العريس ومخايل خوري. الكتاب يقدّم الصورة الحسّاسة للنضال المستمر والدقيق الذي يشنّه الفلاحون ماديًا وأيديولوجيًا ضد مضطهديهم، وآليات التهرّب والمقاومة التي في نظر الكاتب قد تمثل أكثر الوسائل فعالية وفعالية للصراع الطبقي على المدى الطويل. يعد الكتاب مساهمة كبيرة في دراسات الفلاحين والأدب عن الثورات والوعي الطبقي، وتناول فيه الباحث بدراسة معمقة الفلاحين في قرى المالايو في أقصى جنوب شرق آسيا.