تجمع "دارة الفنون" في عمّان بين معرضين بالتزامن، الأول "مسألة صمود" للفنانة التونسية الأوكرانية نادية كعبي-لينكي (1978)، والثاني "جمل في الغرفة" للفنان الأردني رائد إبراهيم (1971)، حيث ينطلق المعرضان عند السادسة من مساء الغد، الثلاثاء في عدّة مواقع داخل الدارة.
في "مسألة صمود"، تعرض كعبي خمسة أعمال أحدها أعيد إنتاجه لهذا المعرض، إلى جانب عملين جديديْن أُنجز واحد منهما في عمّان، غير أن المشترك بين الأعمال كلّها هو السؤال الذي يشغل معظم إنتاج الفنانة، وهو أشكال التبعية في عصرنا، والتاريخ كمادّة فنية. رغم ذلك، كثيراً ما أكّدت الفنانة أن عملها لا يحمل رسالة سياسية، فهي مهتمّة أكثر في إظهار التناقضات في المجتمعات، تلك التي ينكرها الإعلام وأفراد المجتمع أنفسهم.
أما معرض إبراهيم، فهو بحسب المنظمين يدفع المتلقي إلى التفكير في المسائل المهمة غير الخاضعة للنقاش أو غير المعلنة، إذ تهدف أعماله إلى تحفيز المشاهد من خلال المفارقات الساخرة، وذلك لتسليط الضوء على مواضيع حسّاسة وإثارة نقاش حولها.
سبق لأعمال الفنان الأردني أن أثارت الجدل بتطرّقها إلى محرمات في الثقافة المحلية، بينما لقيت أعماله آراء إيجابية في معارضه التي أقيمت في أوروبا، حيث يتطرق إلى مسائل من قبيل المثلية، والإسلاموفوبيا، والتفجيرات الانتحارية، والعنف الأسري.
من أبرز معارضه: "لكل داء دواء" (2009) وأقيم في النمسا، و"دولة إسماعيل" (2010) الذي أقامه في سويسرا وكانت فكرته احتلال إحدى المدن السويسرية وفتح الباب لسكّانها للتقدّم بطلب الجنسية.
إن كانت أساليب وأنماط الفن الذي يقدّمه كلّ من كعبي وإبراهيم مختلفة، فإن المشترك بين الاثنين هو التفكير في هشاشة العصر والبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتحوّلة، والخوض في ما لا يقترب كثيرون منه.