طرأت تغيّرات كبيرة على طرز البناء في الأردن خلال العقود الماضي عكست طبيعة التحولات الاقتصادية والثقافية التي يعيشها المجتمع، لم يكن في معظمه تعبيراً عن لغة معمارية حديثة أو يراعي نمط حياة الناس وإنتاجهم، مع وجود أبنية تشكّل استثناء. في هذا السياق، تنظّم لجنة "مبادرة إقرأ المعمارية" في "نقابة المهندسين الأردنيين" جلسة حوارية بعنوان "البيت.. حياة أم جدران" عند الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء "مكتبة دارة الفنون" في عمّان، ضمن توجهها لتأسيس صالون معماري إلى جانب جلساتها المخصّصة لتقديم الكتب والإصدارات الحديث.
يناقش المتحاورون مواضيع عدّة منها تغيير السلوك الاجتماعي مع تغيير الفراغات المنزلية، وعلاقة توزيع المسكن في المدينة بين الماضي والحاضر، والنظر في نوعية الفراغات المعمارية والتفاصيل وبالرجوع لعدد من الكتب بين الماضي والحاضر (التراث المعماري الأردني، بيوت عمان القديمة ...).
في حديثها لـ"العربي الجديد"، قالت المعمارية ورئيسة لجنة "إقرأ" هدى سمور، أن "فكرة الصالون المعماري انطلقت ضمن توجّه لتناول كيف يؤثر المجتمع في العمارة وكيف تؤثّر العمارة في المجتمع، وهي الجدلية الأساسية التي تحكم توجّه المشاركين".
ولفتت إلى أن هذه الجلسة تتناول جملة التغيرات على مستوى البيت والفراغات فيه وتقطيع أجزائه، من خلال استحضار نماذح من الأردن تظهر تغيّر وظائف البناء وأنماط العمل والعيش وشكل العائلة كانت ممتدّة ما فرَض مثلاً تخصيص صالون تنفتح عليه جميع الغرف في فترة سابقة قبل أن يختفي من التصميمات الجديدة، ويستعاض عنه بموزع (كورودو) يمنح كل غرفة خصوصيتها كما زاد عدد الحمامات فيه.
كما أوضحت سمور أن من بين الأفكار التي ستُناقش التغيّر الذي لحق بصالة الضيوف حيث لم يعد يخصّص لها مساحة كبيرة ولا ينفق عليه مثلما كان في السايبق، أو الاتجاه نحو البناء العمودي والذي غيّر بدوره شكل المدينة والحياة فيها.
وأشارت إلى وجود مشاكل في تصميم العديد من المنازل خاصة في الإسكانات الحديثة التي تهتمّ بتحقيق الربح فقط، حيث هناك مساحات ضائعة ولا يوجد توزيع كاف للإضاءة ونوافذ في كل غرفة، وتبنى أيضاً شرفات ضيفة غير قابلة للاستخدام تكون مرفقة مع المطبخ أو غرفة الضيوف، بينما كان يجب أن تُلحق بغرفة المعيشة ليستفاد منها.
من جهة أخرى، بيّنت سمور أن وجود 8 – 12 شقة في بعص البنايات زاد من الكثافة السكانية في المكان ما سبّب ضغطاً أكبر على البنية التحتية وخلق مشاكل بين السكان نتيجة الازدحام وانعدام الخصوصية، إضافة إلى مشاكل العزل المائي والحرارية حيث لا يلتزم معماريون بالكودات التي توفر بناء يتكيف مع المناخ لأنها ترفع من تكلفة العمل، كما لا يوجد مساحات كافية للعب وحدائئق في بعض الأحياء.