غصّة وطنية

26 مارس 2016
(مسرح مستغانم الجهوي)
+ الخط -

وأنت تُتابع أخبار "مسرح مستغانم الجهوي"، الذي يُفتتح اليوم ويدخل الخدمةَ ابتداءً من يوم غد الأحد، تزامناً و"اليوم العالمي للمسرح"، لن تعرف ما إذا كان يُفترض بك أن تشعر بسعادة غامرة بافتتاح "صرح ثقافي سيُعطي دفعاً قوياً للحركة المسرحية الجزائرية"، على حدّ وصف مسرحيّين "سعداء" في حديثهم إلى وسائل إعلام حكومية، أم أن عليك أن تشعر بالمرارة.

مبدئياً، يُفترض أن يكون تدشين مسرح، جهوياً كان أم وطنياً، خبراً سعيداً. لكن الحقيقة أن ثمّة ما يجعله غيرَ ذلك. ليس فقط لأن المشروع انطلق سنةَ 2005 ولم يرَ النور إلّا بعد أحد عشر عاماً، وليس فقط لأن ميزانيته، تضاعفت سبع مرّات خلال تلك الفترة. ثمّة ما هو أهم ليجعل من الخبر السعيد غصّةً في الحلق.

"مسرح مستغانم الجهوي" هو أوّل مسرح يُشيَّد في زمن الاستقلال. هذا هو الجانب المحزن من الخبر، حتّى وإن كان "السعداء"، مسرحيين ورسميين، سيُحاولون إظهاره كإنجاز تاريخي.
هل يُعقل أن الجزائر، التي ورثت عن فرنسا الاستعمارية كثيراً من المسارح في كبريات مدنها، والتي ما زالت قائمةً إلى اليوم، كان عليها انتظار 54 عاماً لبناء مسرح؟

أجمل ما في الأمر أن المبنى يحمل اسم المسرحي الراحل سي جيلالي بن عبد الحليم، ذلك الرجل الذي أسّس في المدينة قبل خمسين عاماً واحداً من أعرق المهرجانات المسرحية في أفريقيا، وأسوأ ما في الأمر، أن يكون "المسرح" مجرّد مبنى رسمي آخر يئن تحت وطأة البيروقراطية.



اقرأ أيضاً: "نجمة" بالأمازيغية.. لغة أحبّها كاتب ياسين

المساهمون