خبز الشعب

14 نوفمبر 2017
تصوّر سينوغرافي لمشهد من "الأم كوراج" لـ بريخت
+ الخط -
العدالة هي خبز الشعب.

أحياناً يكون وفيراً، وأحياناً شحيحاً.
أحياناً يكون طيّب المذاق، وأحياناً سيئ المذاق.
حين يشحّ الخبز، يكون الجوع.
وحين يسوء الخبز، يكون السخط.

ألقوا بعيداً العدالة السيئة
المخبوزة دون حب، المعجونة دون معرفة !
العدالة دون نكهة، بقشرة رمادية
العدالة الحامضة التي تأتي بعد فوات الأوان !

إذا كان الخبز طيباً ووفيراً
أمكن إيجاد العذر لبقية الوجبة.
فلا يمكن نيل الكثير من كل شيء في آن واحد.
وبالتغذّي من خبز العدالة
يمكن إنجاز العمل
الذي ينتج الوفرة.

مثلما الخبز اليومي ضروري
فكذلك العدالة اليومية
وهي ضرورية كذلك عدة مرات يومياً.

من الصباح إلى المساء، في العمل، وفي المتعة.
في العمل الذي يعدّ متعة.
في الأوقات الصعبة والأوقات السعيدة
يتطلب الشعب خبز العدالة اليومي
الوفير، المشبع.

ولما كان خبز العدالة بكل هذه الأهمية
فمن إذن، يا أصدقاء، سيخبزه؟

من يخبز الخبز الآخر؟

مثل الخبز الآخر
لا بد أن يخبز الشعب
خبز العدالة.

وفيراً، ومشبعاً، ويومياً.


* ترجمة: أحمد حسّان، من كتابه "قصائد برتولد بريخت"، 1986.

المساهمون