في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والنقدية والفلسفية والرواية والتجارة الإلكترونية.
■ ■ ■
"عبد الكبير الخطيبي.. ذلك الذي يأتي من المستقبل" عنوان كتاب جماعي أشرف عليه عبد الغني فنّان، صدر مؤخّراً عن "منشورات توبقال". يجمع العمل، الذي كُتب بالفرنسية، شهادات ودراسات حول الأنثروبولوجي المغربي الراحل (1938 - 2009). وضمن تقديم الكتاب، يشير فنّان إلى أنّ العمل يسعى إلى الإشارة إلى عناصر كثيرة لا تزال راهنة في مدوّنة الخطيبي وما لا يزال فيها مثيراً للمخيال والتفكير. من أهم النقاط التي تقف عندها المشاركات: العلاقة مع الآخر، والازدواجية اللغوية، والتذوّق الأدبي ضمن أكثر من ثقافة، وتأصيل الصورة عربياً.
في طبعة مشتركة بين "معهد تونس للترجمة" و"دار محمد علي للنشر"، صدر مؤخّراً كتاب "بحث حول العائلات العريقة والنخب الجديدة في تونس" للباحث الفرنسي هنري دي مونتيتي، وقد نقله إلى العربية علي آيت ميهوب. العمل، الذي صدر أوّل مرّة في 1939، هو دراسةٌ مبكّرةٌ لتحوّلات المجتمع التونسي في اشتباكه بالمنظومة الرأسمالية، ضمن محاولات الإصلاح الداخلية للأسرة الحسينية في منتصف القرن 19 ثمّ من خلال الاستعمار. ومن أبحاث مونتيتي الأخرى: "نساء تونس"، و"تطويع النظام القضائي الغربي للواقع التونسي"، و"الثورة الحداثية في جامع الزيتونة".
على هامش فعاليات الدورة السادسة والعشرين من "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الدار البيضاء، والتي اختتمت أوّل أمس، صدرت رواية "دورة أغرار" للكاتب السوري نبيل محمد عن "منشورات المتوسّط". العمل هو الإصدار الأدبي الأوّل لمؤلّفه وفيه يسلّط الضوء على فترة زمنية تقارب ستّة أشهرٍ قبل اندلاع الثورة ضدّ نظام الأسد؛ حيث يرصد الكاتب الراهن الحياتي لمدينة دمشق عند بداية تفكّك أجهزة الدولة، وذلك عبر تتبّع مصير أفراد أسرة علي، اللواء الذي يعيش هو وأبناؤه تحت ظلّ الرُّتب العسكرية التي يحملها على كتفيه.
"أشكال من العنف والراديكالية النضالية في الفضاء العام: فرنسا من 1980 إلى أيامنا" عنوان كتاب جماعي صدر مؤخّراً عن "منشورات ريفنوف"، وأشرف عليه كلٌّ من بياتريس فلوري وجاك فالتر. يمسح العمل أربعة عقود من محاولات فئات شعبية متعدّدة إيصال صوتها إلى مواقع القرار عبر التحرّك في الشارع بالخصوص، حيث يربط بين عدّة حالات تبدو متباعدة؛ مثل ظاهرة "بلاك بلوك" والعمليات التفجيرية، وصولاً إلى احتجاجات "السترات الصفراء". يدرس العمل أيضاً تحوّلات استراتيجيات هذه التنظيمات في علاقتها بخطاب السلطة والمكوّنات الشعبية الأخرى.
"الرسّام والروائي: الصورة وإنتاج الأثر" عنوان كتاب للناقد المغربي شرف الدين ماجدولين، صدر حديثاً عن "المركز الثقافي للكتاب". يسعى العمل إلى مناقشة أهم التقاطعات بين ممارسات الرسّام والروائي خلال العمل الإبداعي، ويتطرّق إلى المصاحبة النصية بين المحكي والمصوَّر، ويأتي في عدة فصول تتناول القضايا الآتية: العابر والمقيم بين اللفظي والبصري، النسغ واللِّحاء بين الروائي والرسام، الرواية والرسم التوضيحي، تشكيل التحفة: بين الرسام والروائي، التصوير الروائي للوحة، رؤية الرسام ورؤية الروائي، الرسام والروائي وإنتاج الأثر.
بترجمة أنجزها الباحث والأكاديمي اللبناني جورج زيناتي، صدر مؤخّراً كتاب "ابن رشد المُقلق" للباحث الفرنسي جان باتيست برونيه عن "دار الكتاب الجديد". يتناول العمل شخصية صاحب "بداية المجتهد" المتعدّدة؛ الطبيب والفقيه والقاضي والفيلسوف المعلّق على أرسطو، ويبدو كما لو أنه كان في تلك اللحظة الوريث لشخصيات الفكر اليوناني والعربي الكبرى؛ إذ تأثّر بأرسطو وأفلوطين والفارابي وابن سينا وابن باجة. يركّز الكتاب على أثر ترجمة ونشر واستخدام أعمال ابن رشد على الفكر الأوروبي وموقف الكنيسة الكاثوليكية من نظرية وحدة الفكر.
صدر حديثاً عن منشورات "راوتلدج" كتاب "العقل السارتري" لمجموعة مؤلّفين وبتحرير الأكاديميين ماثيو سي. إشيلمان، وكونستانس مو. يحاول العمل الإحاطة بعالَم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، عبر سبعة فصول؛ هي: "سياق فلسفي"، و"ساتر والفينومينولوجيا"، و"سارتر والوجودية وعلم الوجود"، و"النظرية السياسية"، و"الجماليات والأدب والبيوغرافيا"، و"الارتباطات والامتدادات". يضيء الكتاب علاقة سارتر بفلاسفة ومنظّرين وأدباء، وتأثيراته في الأناركية والمسرح والوجودية السوداء، وآرائه في الإمبريالية والماركسية والعنف السياسي.
صدر حديثاً عن منشورات "غاليمار" كتاب "في مديح المتاجر.. ضد الأمازونية" للمؤلّف فانسان شابو، وفيه يتناول "أبوكاليبس الدكاكين"، وهو تعبير بات شائعاً في الولايات المتحدة الأميركية للإشارة إلى نهاية المتاجر الصغيرة التي ابتلعتها المتاجر الضخمة. لا تعيش فرنسا الحالة نفسها، ولكن تطوّر التجارة الإلكترونية بات ينافس المبيعات "المادية" ويساهم في زيادة الشواغر التجارية في المدن. من خلال مسوحات وإحصائيات يلفت الكاتب إلى خطورة اختفاء المتاجر وما ينجرّ عنه من تقلّص فرص العمل والتبادل التجاري، وتلاشي علاقة الإنسان بمحيطه.