"معرض الدار البيضاء": المدينة بعين يونانية

17 نوفمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

لا تزال المدينة العربية موضوعاً أثيراً لدى العديد من المصوّرين الفوتوغرافيين في الغرب، مع اختلاف النظرة إليها منذ أن ظهرت للمرة الأولى في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وحتى اليوم، حيث تركز الشغف على تلك الصورة البدائية والغرائبية، وكذلك على أثر المقدس الديني وحضوره.

بعد ذلك، أخذت العدسة تدور باحثة عن عناصر أخرى لتظهر صورها أكثر واقعية في تقديم حياة الناس، لكنها ظلّت تبحث في المدينة بوصفها موضوعاً أو شيئاً قابلاً للمعاينة والدرس، حيث الاهتمام على سبيل المثال بسطوح المنازل وما تحتويه من مشهد مكتظ ومركّب على نحو سوريالي أحياناً أو ازدحام الطرق أو لباس المرأة.

حتى مطلع آذار/ مارس المقبل، يحتضن "متحف بيناكي" في مدينة أثينا معرض "الدار البيضاء" للمصورة الفتوغرافية اليونانية، المقيمة في المغرب، ميليتا فانغيلاتو، والذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الجاري، ويضمّ ستين صورة للمدينة المغربية.

من المعرضترصد الأعمال المعروضة "نمط الحياة في هذه المناطق التقليدية، وتسلط الضوء على المشاهد المتنوعة للحياة اليومية، وكيف استمرت ممارسة العديد من الطقوس والتقاليد على مدار مئات السنين، مثل زيارة حمام السوق والتواصل الاجتماعي في الشوارع، ومنظر الباعة المتجولين، وبائعي المياه المتنقلين في أحياء المدينة"، بحسب بيان المنظّمين.

كما تعرض الصور جانباً من الطراز المعماري للدار البيضاء التي يختلط فيها الحديث مع القديم، بعشوائية أحياناً، وعلى نحو يبدو منظّماً في أحيان أخرى، حيث تعاين فانغيلاتو الحياة اليومية لقاطني الأحياء الحديثة وأولئك الساكنين في المدينة العتيقة أيضاً.

تظهر العديد من المعالم البارزة في المدينة مثل ساحة الأمم المتحدة المعروفة بشوارعها الكبيرة التي تعبر المدينة، ومنتزه جامعة الدول العربية الذي يقع وسط الدار البيضاء، والذي يمثل نموذجاً للعمارة الحديثة للمدينة، وكذلك العديد من الأبنية التي تعكس امتزاج الأسلوب العربي الأندلسي وفن المعمار المعاصر.

كما تعرض الفنانة الأوراش البحرية، والحركة الدائمة في ميناء المدينة، وتصوّر العديد من المهن والأعمال التي تدل على طبيعة الحياة الاقتصادية النشطة في المدينة، وهو الجانب الذي يبرز بصورة أكثر توازناً، بالنظر إلى عدم خضوعه للمقارنة بين الماضي وبين الحاضر.

يُذكر أن ميليتا فانغيلاتو ولدت في مدينة الإسكندرية المصرية، وتقيم في المغرب منذ أكثر من عشريناً عاماً، ولديها أرشيف عني في تصوير عدد من مدن البحر الأبيض المتوسط.

المساهمون