الكلمة والجدار.. وحده الشعر أمام الإسمنت

31 يناير 2017
(نهاية الحدود المكسيكية في المحيط الهادي، تيخوانا)
+ الخط -

لم يشرع دونالد ترامب برفع جدران الإسمنت الشاهقة على طول حدود الولايات المتحدة الأميركية مع المكسيك، حتى علت الأصوات المعارضة ضد مشروعه العنصري، سواء بين الأميركيين أنفسهم أو بين المكسيكيين الذين يجرّون معهم، كلّما عبروا الحدود عائدين، ثقلَ عقود من تمييز وسوء معاملةٍ ونظرة دونية لا تبرح تُوجّه إليهم.

كيف يمكن لجدار رماديّ كئيب تعلوه سماء شاسعة حجب صرخة أو حتى همسة؟ هكذا، كانت القصيدة في طليعة التحرّكات ضد مشروع الجدار الفاصل بين أميركا والمكسيك، حيث أطلق "ملتقى الشعر الدولي في مكسيكو"، عبر منظّميه؛ مجلة "دائرة الشعر"، ودار "بالبارايّسو" للنشر، مبادرةَ "فضاء للكلمة" محاولةً للردّ على تطاولات ترامب وإهاناته المتكرّرة للمكسيك وشعبها، ووسيلةً لمواجهة فكرة الجدار بفُسحة من الحرية والانفتاح والاتّساع.

جاء في البيان الذي نشرته الهيئة التنظيمية للملتقى: "لقد فكّرنا أن أفضل وسيلة لدفاعنا هي الشعر، ولهذا أرسلنا إلى جميع أصدقائنا الطيبين في العالم، أن يشاركونا المبادرة بقصيدةٍ يتناول موضوعُها محو الحدود وإسقاط الأسوار التي تمنع عبور الأفكار والبضائع وتمنع تنقُّل الأشخاص بحرية وحتى الهويّات والثقافات في هذا العالم الواسع. ندعوهم أن يبعثوا إلينا بنصٍّ من صفحة واحدة، مكتوب بلغتهم الأم ونسخة منه بالإسبانية أو الفرنسية أو الإنكليزية".

هذا ويُعتبر "ملتقى الشعر الدولي في المكسيك"، الذي يُقام عادة في تشرين الثاني/نوفمبر من كلّ عام في العاصمة المكسيكية، واحداً من أبرز المهرجانات الشعرية في أميركا اللاتينية، يستضيف عشرات الشعراء من كلّ أنحاء العالم، ويستقطب جمهوراً عريضاً من المشتغلين في الشعر والقرّاء والمهتمّين.

دلالات
المساهمون