رسائل الكتّاب إلى أمهاتهم: أطفال يخافون الأدب

19 فبراير 2017
(صورة والدة همنغواي مع رسالة منه/ من أرشيفها)
+ الخط -

"أمي الحبيبة من بودلير إلى سانت إيكزوبيري.. رسائل أدباء" (دار مها) عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً للمترجم المغربي سعيد بوخليط.

يضمّ الكتاب مختارات من مراسلات الأدباء إلى أمهاتهم، وقد راعى بوخليط أن تكون مواضيع الرسائل مختلفة؛ من الذكريات إلى الحديث عن النزهات والسفر، أو العودة إلى حكايات أسطورية، أو الحديث عن كتاب جديد وهموم أدبية أو مزج كل هذا بشؤون عائلية.

اختار الكاتب مؤلفين فرنسيين وأميركيين من أجيال مختلفة، إذ ضمّ الكتاب رسائل بودلير وفلوبير وأندريه جيد وسانت إيكزوبيري ومارسيل بروست وجان كوكتو وهنري جيمس وويليام فوكنر وإرنست همنغواي.

تُظهر هذه الرسائل، شهادات عن حكايات هائمة ونزاعات عائلية وعاطفية وتوافقات وأحزان وأفراح عاشها هؤلاء الشعراء والروائيون مع المرأة التي كانت سبباً في وجودهم وربما ألهمتهم بعض شخصياتهم.

سنقرأ مثلاً بودلير يصارح والدته بصعوبة إنجاز "أزهار الشر" وبالشروط اليومية التي كتب فيها هذا العمل المفصلي في تاريخ الأدب: "لقد أنهيت تأليف ثمانية أجزاء في ظلّ شروط مرعبة. يمكنني أن أكسب مصدر عيشي، لكن ديون شبابي، تغتالني. لا أقوم بهذا احتراماً لك، ومراعاة لحساسيتك الفظيعة. أعترف لك، بهذا عن طيب خاطر".

كما سنرى همنغواي غاضباً من رأي والدته في روايته، يقول: "لم أكتب لك جواباً عندما تلقيت منك رسالة بخصوص موضوع رواية "الشمس تشرق أيضاً". لأني لم أستطع كبت نفسي عن الغضب ومن الغباء الشديد أن تكتب رسائل وأنتَ في حالة انفعال، ثم يزداد الموقف حمقاً إذا أردت الكتابة إلى أمك. طبيعي جداً أنكِ لم تحب روايتي وأتأسف لأنك تقرأين أي كتاب يُثير فيك الحزن والاشمئزاز".

إذن، فالكتاب يتيح للقارئ العربي الاطلاع على علاقة العائلة بالأدب والظروف التي كتب فيها هؤلاء المبدعون أعمالهم الأبرز.

المساهمون