رأيتُ الشّمس ألف مرّة،
الفصول التي تعجّ بأسراب الفراشات،
السماء الحالمة،
وجه حبيبتي الدافئ،
أشيائي الصغيرة المبعثرة في أرض الغرفة،
رسائلي إلى الذين رحلوا منذ زمن بعيد،
شيء واحد لا أنساه،
تلك الزهرة التي قالت لي:
"سأكون رفيقتك الأبدية".
على الواجهات البرّاقة،
تنطق صورتها،
تنمو ابتسامتها وترافق ظلّي،
أقحوانة البحر الرائعة،
المجداف الضائع بين الزوارق العتيقة،
تلك الأغنية التي أخبئها بين خصلات شعرها،
سعيدة تلك الأيام.
هنا، في الثاني من نوفمبر،
يختبئ الأطفال خلف الغيوم.
في ساحة الكنيسة، الناس يحتفلون بعيد الموتى،
عيد ميلانو الدائم،
والشوارع الفرحة
التي تدوسها الأقدام الرقيقة.
أحمل إليها جريدتها المفضّلة،
يختفي وجهها الحزين بين أكوام الأسطوانات
وأعقاب السجائر المتناثرة على الأرض.
اليوم قرأت خبر موتها في "الكورييري ديللا سيرا"،
كانت تنام بهدوء على صفحة الجريدة،
وبجانبها الحقنة التي لم تنته بعد
وديوان شعر من القرن الثامن عشر.
سأنتظر الثاني من نوفمبر القادم
لأحمل إليها الورود
والألعاب التي نسيتها في الخزانة.
"حسناً"،
قالت لي فتاة متّكئة على الجدار:
"ألا تدعوني إلى فنجان من القهوة؟".