ظافر شينوجاك: قول حول المسلم الأوروبي

24 ابريل 2016
(شينوجاك، تصوير: مسعود هاشتورك)
+ الخط -
من المؤكّد أن صورة الإسلام في أوروبا تغيٍّرت بنسبة كبيرة بفعل التحوّلات السياسية الأخيرة، غير أن تغيّراتها لم تبدأ اليوم وإن تسارعت وتيرتها أكثر، ففي داخل المجتمعات الأوروبية تكوّنت على مدى عقود شريحة من المهاجرين القادمين من أصول إسلامية، كانوا هم أيضاً سبباً في صناعة هذه الصورة، بل أنهم حملوها داخلهم فكانت جزءاً من تطوّرهم الذاتي.

ضمن فعاليات موازية للاحتفال باليوم العالمي للكتاب، يُعقد غداً في كلية الأدب الحديث في الرباط لقاء أدبي مع الكاتب التركي الألماني ظافر شينوجاك يديره الأكاديمي المغربي رضوان حسبان.

سيكون محور الحديث الرئيسي هو آخر أعمال شينوجاك، روايته "في كلماتك" (منشورات بابل، برلين، 2016) المكتوبة باللغة الألمانية. في هذا العمل، جمع الكاتب بين الشكل الروائي والمحتوى البحثي، حيث يقيم عمله على دراسات اجتماعية وإثنولوجية تتحدث عن تحوّلات المجتمعات الأوروبية جراء اندماج المهاجرين المسلمين في الحياة العامة لمختلف البلدان التي استقبلتهم.

يدرس العمل بالأساس حالة شخصيات تعيش انتماء بالمواطنة إلى الدول الأوربية، وانتماء أسرياً إلى الدين الإسلامي، هذا الذي تصنّفه الثقافة الرسمية في الغرب كآخر، ما يحدث حالة تصادم (ليست عنيفة بالضرورة) بين مكوّنات هذه الشخصيات.

من خلال هذه التركيبة، يحاول شينوجاك أن يرسم صورة الإسلام اليوم من منطلق موقعه، هو أيضاً، كمواطن ألماني دينه الإسلام، يرى انعكاس هذين الانتماءين يومياً في أعين جيرانه وزملائه في العمل وأصدقائه وربما قرائه.

ولد سينوجاك في أنقرة عام 1961، وانتقلت أسرته للعيش في ألمانيا وهو في سن الثامنة، فاتخذ من الألمانية لغة كتابة، وهو يصنّف نفسه باعتباره كاتباً "تركي الموضوع، ألماني الوسيلة (اللغة)"، غير أن كتابه الأخير الذي يناقشه غداً يجعل من موضوعه ألمانياً أيضاً. 


المساهمون